لا جدال في أن ديباجة ميثاق هيئة الأمم المتحدة لا تكون بذاتها جزءاً
منفصلا بل تندمج مع الميثاق نفسه في مقاصده ومبادئه.
وتقول الديباجة:(نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسانية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال وللنساء وللأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا أن نأخذ أنفسنا بالتسامح وأن نعيش معاً في سلام وحسن جوار وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي وأن نكلف بقبولنا مبادئ معينة ورسم الخطط اللازمة لها ألا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة. . . الخ)
ولقد أخذت هذه الديباجة من صدر الدستور الأمريكي وكتبها المرشال سمطس رئيس حكومة جنوب أفريقيا وقصد بعبارة (نحن شعوب الأمم المتحدة) الإشارة إلى أساس الحكم الديمقراطي وهو رغبة الشعوب التي تنطق باسمها الحكومات المختلفة. . .
ومن أهم مقاصد هيئة الأمم المتحدة: حفظ السلم والأمن الدولي وإنماء العلاقات الودية بين الأمم وتحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية.
والقارئ لمبادئ الميثاق يحس بأنها في جملتها تطابق مبادئ عصبة الأمم القديمة، غير أن الميثاق كان صريحاً وقوياً في تقريره لمبدأ المساواة في السيادة بين الأمم كبيرها وصغيرها وهذا المبدأ من أهم الحجج التي استندت إليها مصر في دعواها لدى مجلس الأمن.
والمعروف أن الميثاق قد دخل في دور التنفيذ منذ يناير سنة ١٩٤٦ ومعنى ذلك أن عمر الميثاق أقصر جداً من أن يحتمل حكما عليه بالنجاح أو بالفشل. . غير أننا لا نهتم في الحكم بالمقاييس الزمنية وسننظر من زاوية أخرى وهي كمية العمل: ولقد جاء في تقرير المسيو تريجف لي السكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة في تقريره السنوي إلى الجمعية العامة للأم المتحدة ما يأتي:
(إنه على الرغم من أن ١٦١١ اجتماعاً من التي عقدت حتى نهاية ٣٠ يونيو من عام ١٩٤٧ دلت على الاعتماد على الهيئة الدولية. فإن الحالة الدولية لم تتحسن في خلال العام)