للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خسرو وشرين]

في التصوير الإسلامي

للدكتور محمد مصطفى

(تتمة)

بعد أن رفع شابور الستار عن مخبأ شيرين، تقدم خسرو إليها، فحرت أمامه ساجدة تقبل الأرض تحت قدميه، وطفقت تشكو إليه بثها وحزنها، وتذري دمعها، وتمري جفنها، فأحضر خسرو موبذ الموبذان وأمره أن يزوجه شرين ففعل. وشاء أن يعم الفرح والسرور قلوب المقربين إليه، فأمر موبذ الموبذان فزوج مطربه باربد، نيكيسيا، مطربة شيرين، وصديقه شابور، همايون، صديقتها، وأجلس شابور على عرش مملكة أرمينيا مكافأة له على مساعيه التي كللت بهذا النجاح. وبعد أن قضى الزوجان الحبيبان في قصر شيرين وقتاً هنيئاً سعيداً، رجعا إلى المدائن حيث أقاما حفلات الزواج الرسمية وتوجت شيرين إلى جانب خسرو ملكة على عرش إيران.

وفي (شكل١) يجلس خسرو وشيرين في إحدى الليالي على عرش فاخر، بمنظرة جميلة، في وسط حديقة غناء. وأمام العرش شموع موقدة تحيط بفسقية تسبح فيها ثلاث أوزات. وإلى اليمين رجال الحاشية ومعهم الخدم والسقاة يحملون الطعام والشراب؛ والى اليسار يجلس فريق من وصيفات شيرين، وهن يروين القصص لتسلية الزوجين الحبيبين. وإحداهن - وهي الجالسة إلى الخلف بجانب المنظرة - لها سحنة أوربية، ويظهر من ملامحها أنها رومية الأصل. وهذه الصورة من تصوير آقا ميرك أحد مشاهير مصوري عصر الشاه طهماسب الأول الصفوي، وهي في مخطوط نظامي السابق الذكر المكتوب لهذا الشاه.

وفي (شكل٢) يجلس خسرو في روضة على سجادة جميلة، وقد وضع سبابة يده اليمني في فمه، وهو يتحدث إلى شاب راكع إلى يمينه، بينما يعتمد بمرفقه الأيسر على ركبة زوجته شيرين مولياً ظهره إليها. وإلى اليمين تجلس نيكيسا مطربة شيرين وهي تعزف على (الرباب). ويظللهم جميعاً فرع من شجرة زاهرة، وقف عليه عصفور رشيق له ذنب

<<  <  ج:
ص:  >  >>