توالت على الصحف أنباء التوائم في أنحاء البلاد، وأفاضت الصحف في الكتابة عن أحوال هذه الولادات، لما فيها من غرابة وطرافة.
وقد لاحظت اقتران هذا الإخصاب في الولادة، بإخصاب آخر في التأليف، واسترعى نظري إعلان أحد المؤلفين عن كتابين أخرجهما معا، وزاد انتباهي إعلان آخر مماثل. . فقلت في نفسي: نحن حفا في عام التوائم!
ومما يدل على الإخصاب في التأليف هذا العام أن (الأهرام) هالها ما يرد إليها من المؤلفات، ولعلها ضاقت بإلحاح أصحابها في طلب التعريف والتنويه بها، فكتبت يوم الثلاثاء بعد ثبت طويل من الكتب التي عرفت كلا منها بكلمة_كتبت بعد ذلك تعتذر من عدم استطاعتها التعريف بكل ما ورد إليها، فقالت أن عدد المؤلفات قد زاد في هذا العام زيادة لم نعهدها في السنوات الماضية فقد بلغ ما تلقته الأهرام في ثمانية الأشهر الأخيرة ٣٨٢ كتابا بمعدل ٥٠ كتابا في الشهر تقريبا واعتذرت من التأخير في الإشادة بكل هذه الكتب ووعدت بأنها ستواصل التعريف بها ما استطاعت!
وقد لاحظ بعد الكتاب أن النساء المنجبات هن من الطبقة الفقيرة؛ ولا عجب هي هذا فالطبقات الدنيا هي العاملة المنتجة النجبة في المجتمع. ويلاحظ أيضاً أن أكثر تلك الكتب الوفيرة تدل على أن أصحابها من فقراء الفكر وكثير من هؤلاء يوالي الواحد منهم إصدار المؤلفات في أوقات متقاربة والذي افهمه في فن التأليف أن الشارع فيه تقوم بذهنه فكرة الكتاب، يعاشرها زمنا يقضيه في التفكير فيها وتحقيق مادتها وتحين الفرص التي يبيح ما يخدمها في أثناء المطالعات والتأملات؛ حتى إذا نضجت على مهل، أخرجها للناس كتابا سويا فيكون كالوليد الذي تتغذى أمه وهي تحمله جنينا بغذاء كامل ملائم للحامل، وتتبع في حياتها النظام النافع للحمل، وتقضي المدة اللازمة قبل أن تضع حملها.
وقد أفضى طبيب (ملوى) بأسباب وفاة ثلاثة من الأربعة التوائم التي ولدتهم أمهم هناك، فقال أن أهم تلك الأسباب رداءة تغذية الأم وهي حامل، فهل نأخذ العبرة من هذا للتأليف مع فرق واحد هو أن الوليد السقيم قد تجدي عليه العناية والمعالجة، أما الكتاب الملفق