جاءنا من الأستاذ الجليل محمد توحيد السلحدار بك هذا الكتاب
تعقيبا على كلمة الأستاذ كامل السوافيري في كتاب من وحي
فلسطين وهذا نصه بعد الديباجة:
في العدد ٧٨٤ من الرسالة الصادر في الثالث من أبريل هذا العام، مقالة لحضرة الأستاذ الكريم كامل السوافيري خص بها كتاب أحمد رمزي بك (من وحي فلسطين).
استشف الأستاذ الماهر هذا الكتاب المفيد، ونوهت به مقالته الصادرة عن بصيرة وإخلاص؛ وأعجبه الموضوع واطلاع المؤلف وإقدامه على التصريح بحقائق في إظهارها خير وفي إخفائها شر، فاستجاب الأستاذ بمقالته لإعجابه، وأوحت إليه أريحيته بصفات تعتني بها عند ذكره مقدمتي للكتاب، فأنا شاكر له حسن ظنه وقصده جزيل الشكر.
وأرى من حقه علي، وهو يحسبني خليقا بتلك الصفات السامية، أن اقرن شكري الصريح بالتعرف إليه: لست مؤرخا، ولا سياسيا، ولا علامة، ولا من أصحاب الرتب، ولست أقول ذلك عن تواضع، بل أقوله عن الواقع واليقين وتفاديا من تقليد أولئك المصريين الذين يجهلون أنهم بعيدون عن علم العلماء وفقه الفقهاء وفضل الفضلاء في الشعوب المتيقظة! وحسبي أن اعد من المصريين المتعلمين في تفاوت بينهم، غير المحرومين من حساسات العفة ومن الشعور بواجبات التضامن القومي والمصلحة العامة. وإذا لاح في فكري خاطر، أو نبهتني مناسبة إلى موضوع أو كتاب وكانت حالي الصحية مسعدة، ربما كتبت بشأنه ما أظن أن نشره قد لا يخلو من فائدة لبعض القراء، ولا تكون لي عندئذ رغبة سوى أن ينظر القارئ، إن هو قرأ لي، إلى المكتوب وليس إلى الكاتب.
وبودي لو يتضاعف عدد الأقلام التي تعالج إنقاذ الغارقين في غمرة لما يصل إليهم في أعماقها نور القرن العشرين. بودي حقا لو يكثر ظهور المؤلفات من أنواع (الوعي القومي) و (معنى النكبة) لقسطنطين زريق، و (الاستعمار الفرنسي) و (من وحي فلسطين) لأحمد رمزي و (في أصول المسألة المصرية) لصبحي وحيدة. فهذه كتب، أصابت كل الإصابة أم