(بمناسبة تعيينه رئيساً للشؤون العربية بوزارة الخارجية،
وأميراً على ركب الحج المصري هذا العام)
للأستاذ عبد المنعم خلاف
(كتلة) دقيقة من الأعصاب! كلها نقاء وطهر، ليس فيها شر أصلا. عليها وجه دقيق الملامح في سماحة وجد وتواضع، فيه نفس عجيبة في هذا الزمان بل وفي كل زمان، تطل من عينين نافذتين فيهما ذكاء، وليس فيهما خبث الذكاء. . . وتتضح عبقريتها إذا نطقت مسترسلة هادئة واصلة إلى أغوار الحق. إذا سمعتها تتحدث سمعت منطقا مسلسلا مرتباً واضحاً يلقى في هدوء وقوة استدلال وبلاغة استيعاب وهدى بصيرة ملهمة، ومنطق طبع سليم من الالتواء والاهتمام بصغارات الحياة وصغائر الناس.
له عقل ذو قدرة عجيبة على تلخيص القضايا الكبرى المربكة وإيضاحها في تحديد دقيق.
بكرت رجولته وحساسيته بالمسئوليات الوطنية والقومية والمالية الكبرى فحمل من أعباء المجد وأوشحته ما لم يحمله أحد في مثل شبابه الأول، وظفر من تقدير من اتصل به من رجال السياسة والحرب في الشرق والغرب، وهو حدث ناشئ في باكورة الشباب، فأدار ثورة وأقام دولة، وأصلح بين أقوام مختلفين، وألف بينهم ووحدهم وهو فيهم غريب نزيل في الحدود الأولى من العقد الثالث من عمره.
عليه سكينة منزلة من الله في جميع الظروف. صابر دائما، باذل دائما، يبذل من نفسه وماله وشعاره قول محمد رسول الله:(إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم) وهو قد وسع الناس بأخلاقه وماله معاً. فهو في بذل المال يحقق القول الشريف:(يعطي عطاء من لا يخشى الفقر). وما يبذله من النفس شيء كثير عظيم عميق يتصل بأصول الخير في الوجود. الخير السلبي والإيجابي.
نظيف اللسان والجسد. لم يقع عليه ظل شبهة، لا ينطق هذراً لا سخفاً ولا سباباً، ولا ينال أحداً في حضور أو غياب، ويغفر غفراناً واسعاً كل ذنب. يقدر ضعف النفوس البشرية