ففي الجسم الحي بناء وتجديد لأجزائه، وهما في خدمة الجسم كله.
ولو اعتبرنا الأمة كوحدة في مقابل جسم الفرد لوجدنا الطريقة واحدة في البناء والتجديد لحفظ كيان الأمة. والمجتمع هنا يكون حياة الأمة في مقابل حياة الفرد ولكن المبدأ واحد
والآن لنفرض أننا فهمنا الكون قائماً كوحدة بتعدد جزئياته التي يجب أن تكون مناسبة لنا لتعليل ما يمكننا فمه من أسرار الكون من المادة إلى العقل الخالق - يجب أن نفهم أن الكون تدب فيه الحياة والروح، وإنه ليس مجرد كتل مبعثرة من المادة، ولنفهم أنه كوحدة حية ليس معناه أن كل جزء في الكون عضو حي، وهذه هي مغالطة في التقسيم، ففي الجسم الحي الذي نعرفه توجد عناصر وتحولات كما يستعمل هذا التعبير في الاصطلاحات الطبيعة والكيميائية - وهما يمدان حياة السم مع سيطرة الضابط - ولكنهما غير عضوين
ومن الواضح أننا لو فهمنا الكون كوحدة فانه لا يمكن أن تكون هناك علاقات خارجية - العلاقات حينئذ يجب أن تكون داخلية - لأن الكون ليس له خارج - والعلاقة بين جزء وجزء مع الضابط هي في أجسامنا أو في المجرة النجيمية أو في السديم اللولبي سواء
ويمكننا أن نقرر أنه لا توجد طاقة مبددة في هذا الفراغ من الفضاء، كما يمكننا أن نعتبر النشاط الإشعاعي في الكون كدم الحياة له، وبسيطرة الضابط العام يدور الجميع.