طريق بعض الشعور بتسلط الحياة والعقل، والحياة هي الشيء الوحيد الذي نعرفه والذي تصل به الطاقة إلى أعلى مستوى في النظام ودقة الترتيب.
إن الجسم الحي هو النوع الوحيد من الأشياء الذي يستطيع أن يطوع الطاقة في حدود أجزائه بحيث يمكن توطيد صلة تداولها المشترك بين مصدرها وهدفها، والطاقة في الجسم الحي غير مبعثرة كيفما اتفق في التوزيع بحيث يمكن أن يصدم جزء منها شيئاً آخر في سبيله ثم يكون لهذا عواقبه المرجوة الموافقة، ولكي تكون الصلة مناسبة على الدوام فإنها لابد أن تكون دائمة حتى في المصادفات، والجسم الحي لا يعمل كمجرد مجموعة عرضية من الأجزاء مع مجموعة عرضية مماثلة من الصلات العرضية، ولكنه يعمل كوحدة، وتدار طاقات الجسم كلها لصالح الجسم كله، وبسيطرة ضابطة على جميع الأعضاء فإن كل عضو يقوم بوظيفته حسب منهجه الخاص
وليست كمية الطاقة فقط هي التي يعول عليها ولكنها الطاقة المناسبة وعملها المحدد الذي ينجز حيثما تدعو الحاجة إليه
ففي حالة ما إذا أصيب الجسم بجرح فإن عدداً لا يحصى من الكريات البيضاء يلم شعثه ويندفع إلى موضع الخطر لتلافي سوء نتائج ما حدث، وليست هذه بالطبع مسألة مصادفة، ولا تتكاثر هذه الكريات بدون تمييز في النظام والترتيب حتى يكون منها القدر الكافي في الموضع المعين فحسب، ولكن النشاط الكلي للجسم يتركز في نقطة الخطر لحصره، أما كيف ينتقل نشاط الجسم في مثل هذه الحال فإن ذلك يماثل في غموضه وتعقيده حالة النشاط الإشعاعي في فضاء الكون)
إننا نعرف أن النشاط الغدد المهمة مثل الغدد الدرقية أهميتها البالغة في حالة دثور وتجدد أجزاء الجسم المتعددة التي قد يكون بعضها بعيداً عن الغدد. ولكننا لا نعرف شيئاً عن انتقال هذا النشاط آلياً
وقد يكون إفراز عصارات الغدد داخلياً ومع ذلك فإنها تؤثر في النواحي المتعددة التي هي في حاجة إليها في كل مكان من أجزاء الجسم
نجد في الجسم الحي حينئذ مثالاً بل المثال الوحيد للعلاقة المشتركة - علاوة على المدى - بين الطاقة وهدفها