للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كليلية ودمنة]

نقد وتعليق

للأستاذ عبد السلام محمد هارو

٨ - ٨٠: ١ - ٥ (فلبث الذئب وابن آوى والغراب أياماً لا يصبن شيئاً مما كن يعشن به من فضول الأسد، وأصابهم جوع وهزال شديد. فيعرف الأسد ذلك منهم فقال: جهدتن واحتجتن إلى ما تأكلن. فقلن ليس همنا أنفسنا ونحن نرى بالملك ما نرى، ولسنا نجد للملك بعض ما يصلحه. قال الأسد: ما أشك في مودتكم وصحبتكم)

وهذه صورة عجيبة من التعبير لم أدر لها سراً، وكان أولى بابن المقفع أن يجعل الضمائر العائدة إلى هذه الجماعة من الحيوان على طراز واحد، كما هو الأصل في إرجاع الضمائر. أما أن يجعلها للمؤنثات ثم لجماعة العاقلين ثم للمؤنثات أخرى ثم لجماعة العاقلين رابعة، فهذا عجب لم نره لكاتب غيره

وقد ينزل العرب غير العاقل منزلة العاقل، وابن المقفع جعل هذه الجماعة مرتين من غير العاقلين ومرتين من العاقلين فأسرف فيما أجازه القوم إسرافاً

وألفيته يعاود هذا المذهب ويراجعه. ففي ٨٦ س ٧ (فلنأت سائر الطير فلنذكر ذلك لهم. فأجابوه إلى ذلك وأعلمهن ما أصابه وحل به) الضميران في (لهم) و (أعلمهن) عائدان إلى سائر الطير. وفي ٩١ س ٤ (ودنا منهن ليبصرن، فتناوله بعضهم وضرب به الأرض) الضمائر راجعة إلى: (جماعة من القردة) في الصفحة السابقة. وفي ١٥٢ - ١٥٣ (فبينما هم في ذلك إذ وقع لهم غراب فقال بعضهم: انتظرن حتى يأتينا هذا الغراب) الضمائر مرجعها (جماعة من الطير). وغير ذلك كثير

٩ - ٧٤: ٥ (فلما فرغ دمنة من تضريب الأسد على الثور)

التضريب هنا: التحريض، وفي اللسان: (والتضريب تحريض للشجاع في الحرب. يقال ضربه وحرضه) والتضريب أيضاً: الإغراء، وفي اللسان: (والتضريب بين القوم: الإغراء) وفي نسخة بولاق ص ٤٣ (من تحميل الأسد على الثور) وهي الرواية الجيدة؛ لأنها لغة ابن المقفع، ولازمة من لوازمه الكتابية. فقد جاء في ص ١. ١ س ٧ (ولكن قتل لتحميل الأشرار) وفي س ١١ من الصفحة عينها (من تحميله إياك عليه وفي ص ٢٤٩ س

<<  <  ج:
ص:  >  >>