للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

حول منهج البحث عن تكون الشعب المصري الجديد

ليس من الحق أن ننكر ما بذله الأستاذ الشيال من الجهد في بحثه

(تكوين الشعب المصري الجديد بعد الفتح العربي) في مجلة الثقافة من

رجوع إلى المصادر العربية القديمة ومحاولة تنسيق النقول المختلفة

منها مع صحة الاستنباط وبراعة الاستنتاج، بيد أني مضطر إلى القول

بأن المنهج الذي ابتدعه يعوزه الترتيب وتنقصه المحاولة الدقيقة في

البحث عن أصول هذا التكوين وعوامله ومقدار التلوين الذي أدخلته

كلتا الشخصيتين العربية والمصرية على الأخرى.

وإذا ما عدنا إلى مناهج الغربيين الباحثين عن أصول تكوين الشعوب الأوربية وجدناها تختلف عن منهجه اختلافاً قوي الأثر بعيد الخطر. ولا يصح أن يقال إن ظروف التكون التي أحاطت بهذه الشعوب تختلف عن الظروف التي أحاطت بتكون الشعب المصري العربي بعد الفتح؛ فإن الأصول الأولى التي عرفت والتي كان لها أكبر الأثر في تكوين الشعوب ونمو شخصيتها الجديدة هي بعينها الأصول التي عرفت عند العرب. وإذا ما جاز لنا أن نحاول مثل هذه الدراسات في البحث عن أصول الشعوب العربية الجديدة وتأثرها بمقومات الشعوب التي استعمرتها في الثقافة والدين واللغة والجنس فإن هذا يحتاج إلى منهج من نوع آخر ليس يكفي فيه تنضيد النصوص العربية والوقوف عندها بالاستنتاج الحذر مما لا يلقي صورة واضحة ولا يدلي بأسباب قوية عن هذا التكون

ولقد حاول المؤرخون الإنجليز البحث عن أصول تكون الشعب الإنجليزي المختلفة المتعاونة على تقويم حياة الشعب فكانت لهم من ذلك محاولات يصح أن ينتفع بها الدارسون لمثل هذه المحاولات في الشعوب العربية وآدابها والأستاذ الشيال حين يبدأ أولى هذه المحاولات يقف عند المصادر العربية وقوفاً عجيباً فلا يحفل بالبحث عن مقاومات البيئة المصرية الأولى التي استعمرها العرب. ونحن نعلم مما وصل إلينا من البحوث المختلفة

<<  <  ج:
ص:  >  >>