تمثل فرنسا على مسرح الشمال الأفريقي في هذه الأيام أبشع مآسي (الرجل الأبيض) حتى إذاتحركت الكتلة العربية الآسيوية لتحول بين فرنسا وبعض صناعاتها في هذه الرقعة من العارض، وقف موسيو روبير شومان وزير الخارجية الفرنسية ينذر وزير الخارجية الأمريكية بأن فرنسا سترفض التصديق على معاهدة الصلح الألمانية وتوقيع ميثاق الدفاع عن غرب أوربا، كما ستنسحب من حلف الأطلنطي إذا أيدت الولايات المتحدة التونسيين والمراكشيين في الأمم المتحدة وحق لفرنسا أن تهدد أمريكا، فهي تعلم أمريكا غير جادة في نصرة قضية تونس ومراكشي، ولكنها تضحك على ذقون العرب المسلمين حينتتظاهر بتأييدهم في قضاياهم ضد الاستعمار الأوربي. ولو كانت جادة لوجدت الوسيلة، فإن فرنسا وإنجلترا تعيشان عالة على أمريكا. ولو أمسكت عنهما المدد لأفلستا. فهي تملك أذن أن تصنع شيئا لو أرادت، ولكنها لا تريد
واللعبة الأمريكية في موقفها هذا مكشوفة. . . إنها تدع فرنسا تهدد وتخضع لهذا التهديد الوهمي، الذي ما كانت فرنسا تقدم عليه لو أنها تعلم أن أمريكا صادقة النية. . وكذلك تستخدم دول أمريكا اللاتينية للغرض نفسه فتوحي إليها أن تعارض آي نص قاطع يؤكد حقوق التونسيين والمراكشيين في الاستقلال. ليكون ذلك تكأة لأمريكا في التراجع!
قد صرح رئيس الوفد الإندونيسي بأن أعضاء الكتلة العربية الأسيوية التي تعمل لوضع مشروع قرار بتشكيل لجنة معظم أعضائها منهم، قد تخلوا عن الفكرة الأولى التي تقتضي بأن يتضمن مشروع القرار فقرة تؤكد حقوق التونسيين والمراكشيين في استقلال وذلك خشية عدم تأييد دول أمريكا اللاتينية للقرار، إذا قدم متضمنا هذه الفقرة. . .
ووراء هذا كله أمريكا. فقد صرح مسطر فليب جيسوب رئيس الوفد الأمريكي في هيئة الأمم بأن الولايات المتحدة تحاول إقناع الكتلة العربية الآسيوية يعدم التطرف في عداء فرنسا وأنه (سعيد) لأن أعضاء هذه الكتلة قد بدءوا يتراجعون عن موقف التطرف الشديد في عدائهم لفرنسا. وقال كذلك: أن الولايات المتحدة تريد أن يكون مشروع إقرار الذي سيقدم إلى الأمم المتحدة معتدلا بحيث يقتصر على مطالبة الفريقين باستئناف المفاوضات!