هذه هي المأساة التي تمثل في هذه الأيام على مسرح هيئة الأمم بمعرفة أمريكا والاستعمار الأوربي. ومع ذلك فنحن ببلاهة منقطعة النظير نقف ننتظر العون الأمريكي الذي يخلصنا من الاستعمار الأوربي!
إننا ننسى أن العالم الأوربي والعالم الأمريكي يقفان صفا واحد بازاء العالم الإسلامي. والروح الصليبية القديمة هي هي ما تزال. إننا ننسى هذا لأن فينا مغفلين كثيرين ومغرضين كثيرين يضللوننا، وينشرون دعاية مغرضة عن رغبة أمريكا في أنصاف الشعوب المستبدة، ومساعدة الشعوب المتأخرة. . ومع أننا ذقنا الويل من أمريكا في فلسطين، فإن أجهزة الدعاية الأمريكية تعمل. و (جمعية الفلاح) تظهر في الميدان، وتقوم بواجبها!
إن جراحات العالم الإسلامي تنبض بالدم في كل مكان وأمريكا واقفة تتفرج. بل تساعد المستعمر الأوربي القذر. ومع هذا توجد صحف ويوجد ناس. ناس مصريون ومسلمون، ويتسمون أحمد، وحسين، وحسن، وعلي. . . يتحدثون عن تمثال الحرية في ميناء نيويورك، وعن فرنسا أم الحرية!
وأحيانا يسألك بعض المتخاذلين أو بعض المدسوسين: وماذا نملك أن نصنع؟ إذا لم نستطع ونحن ضعفاء؟
ماذا نصنع؟ إذ لم نستطع أن نحطم الكف التي تمتد إلينا بالسوء، فلا يجوز أن نقبلها. ونحن نقبل الكف التي تصفعنا!
إذا لم نستطع أن نصنع شيئا، فلنحتفظ على الأقل بأحقادنا المقدسة، ولنورثها أبناءنا، فقد يكونون في ظروف تمكنهم من رد الجميل للرجل الأبيض!
إن الرجل الأبيض يدوسنا بقدميه، بينما نحن نحدث أولادنا في المدارس عن حضارته ومبادئه العالية ومثله السامية!
إننا نغرس في نفوس أبنائنا عاطفة الإعجاب والاحترام للسيد الذي يدوس كرامتنا ويستعبدنا!
فلنحاول أن نغرس بذور الكراهية والحقد والانتقام في نفوس الملايين من أبنائنا. ولنعلمهم منذ نعومة أظفارهم أن الرجل الأبيض هو عدو البشرية وأن عليهم أن يحطموه في أول