رسالة دكتوراه للأستاذ أحمد فؤاد الأهواني، نشر مكتبة
الخانجي بالقاهرة، ٣٢٦ صفحة القطع الكبير.
ظن كثير من الناس أن نشر رسالة في التربية لعالم من علماء الإسلام لا يقتضي من المجهود ما يستحق به صاحبه درجة دكتور في الآداب، حتى نشر الأستاذ الأهواني هذه الرسالة وقرأها هؤلاء الذين كان رأيهم هذا الرأي، فتبين لهم أنهم كانوا على أنفسهم مسرفين
ومن الحق أن قارئ هذه الرسالة القيمة يتبين له بوضوح مقدار ما عانى صاحبها الفاضل وما بذل من جهد، وما كان له من آراء خاضعة ونقد قوى لما يستحق النقد من آراء القابسي وغيره من المستشرقين وبعض الكتاب المعاصرين.
جعل الأستاذ رسالته من قسمين: التعليم في رأي القابسي وهو من علماء القرن الرابع، ونص رسالته القابسي التي بين فيها أحوال المعلمين والمتعلمين.
بدأ أولا بعرض حياة القابسي وبيان منهجه في رسالته، وأن هذا المنهج كان منهج رجال الحديث الذين يعتدون بالآثار ويكرهون الابتداع، كما كان واقعياً فيما عرض من آراء في التعليم والتربية، إلا أن هذا لم يمنعه من أن يكون مؤرخاً أيضاً؛ فيعني فيما يبحث من مسائل - إذا اقتضى الأمر - بردّها إلى أصولها التاريخية وتتبع تطورها إلى أن تبلغ زمانه (٤٩).
ولم يفت الأستاذ أن يلحظ أن القابسي وإن كان واقعياً في آرائه يعني بتقرير الواقع ووصفه، إلا أنه كان مثاليا فيما رأى من وجوب أن يكون تعليم الصبيان جميعاً إلزامياً (٥٠، ٨٣)، وبهذا سبق بقرون عديدة ما رأته الأمم من هذه الأيام.
ثم عرض بعد هذا إلى الكلام عن الكتاتيب في الإسلام، وإلى البواعث التي جعلت أصحاب الحديث هم المشرفين على التعليم، وإلى الغرض من التعليم في رأى القابسي ومناقشته.