يجب أن يتوقع الدعاة إلى الكتلة الإسلامية غبارا كثيرا يثأر حولهم، وحول الفكرة ذاتها، غبارا من نواحي شتى: في الداخل وفي الخارج، بطرف مباشر وغير مباشر، تصريحاً وتلميحاً، من قريب ومن بعيد، عن طريق بعض السلطات وبعض العناصر وبعض الجماعات. . .
يجب أن يتوقعوا هذا كله منذ اليوم، لأن الدعوة إلى الكتلة الإسلامية مرادفة للدعوة إلى البعث الإسلامي آت لا ريب فيه؛ ولكن المعرضين والمناوئين لهذا البعث لن يستلموا بسرعة، ولن يسلوا عن طواعية. أنهم سيقاومون هذا البعث لن يستسلموا بسرعة، وأن يسلوا عن طواعية. أنهم سيقامون هذا سيقاومون هذا البعث إلى آخر لحظة، ويستخدمون جميع الوسائل، ومن بين هذه الوسائل تخويف المسلمين أنفسهم من هذا البعث آخر لحظة، وسيستخدمون جميع الوسائل، ومن بين هذه الوسائل تخويف المسلمين أنفسهم من هذا البعث أو إثارة مخاوفهم وشكوكهم حول الدعوة وحول الدعاة!
إن البعث الإسلامي آت لا محالة، لأنه حركة طبيعية غير مصطنعة. حركة تجيء في أوانها، ولم يكن مستطاعا أن تجيء قبل هذه الأوان. . ولقد حاولنا الكثيرون من قبل منذ أيام جمال الدين الأفغاني بل قبله، ولكنها لم تتم، لأنها في ذاك الوقت كانت دعوة رواد سابقين لزمانهم والمقتضيات هذا الزمان. أما اليوم فهي دعوة أوانها بعد أن تهيأت لها معظم الأسباب.
لقد انتهى العالم إلى كتلتين اثنتين قائمتين بالفعل، تتنازعان فيما بينهما على أرض الكتلة الثالثة ومواردها. كذلك انتهى عهد النوم والخمود الذي كانت تعانيه الكتلة الثالثة، وقامت شعوبها بلا استثناء تتملص من البراثن الاستعمار. ومهما تكن تلك البراثن من الشراسة والقوة، فإن تملص الفريسة وحده يكفي لإثبات البعث الجديد. .
ولقد آتت الحضارة الغربية أقصى ثمراتها. وبدا عليها الإفلاس. وبدأت البشرية تتلفت إلى منفذ - كما كانت تتلفت قبيل مولد الإسلام - والمذهب الشيوعي في الجانب الشرقي هو بدوره مذهب مادي كالحضارة الغربية، لا يختلف في طبيعة الحضارة المادية الغربية. وهو