[الزورق الغريق]
للشاعر الدمشقي أنور العطار
(. . . ولكن إذا رجع بك القدر دون ما قصد إلى أثر لحب منسي، فان هذه الحصاة تقفك ويؤلمك أنها صدمتك. وتصيح حينذاك أن الحياة حلم، وتظل مكتوف اليدين كما لو انتبهت من إغفاءة، فتحزن وتضطرب، ذلك لان الأكذوبة المفرحة لم تدم إلا لحظة!)
(ألفريد دوموسيه)
أنيري ظلام الروح فالحب زورق ... متى يعترضه طائف اليأس يغرقه
يحوم على شط النجاة مروعا ... فتحبسه الأمواجقربان متق
علالة مغلوب تعايا رجاؤه ... فلم يبق منه غير أنَّة مشفق
وفاضت من المجداف حسرة خائب ... حبيس التشكي خافت النوح مرهق
وعاصفة هوجاء كالموت صولة ... رمت بشراع خافق متمزق
فطاحت أمانيه وافضى به الردى ... إلى حالك جهم السرائر ضيق
قسوت على قلبي وشردت حلمه ... وخلفتني مثل الغريق المعلق
فلا اللجة الربداء تخطف روحه ... ولا هو من مر العذاب المعلق
حنانيك ردي النفس من عالم الأسى ... إلى عالم حلو الأعاليل مونق
فينتعش القلب الذي مضه الجوى ... ويمرح في كون من الحب مورق
أسيت له كم يقطع العمر موجعا ... ويحيا بحب يائس منك مقلق
متى تلتمع ذكراك في ساح حلمه ... يضج كطفل واهن الصبر محنق
يود لو آن الله ألقاه موجة ... بصدرك أن يخنق به الوجد تخفق
خذي بيدي فالحب لم يبق لي يدا ... أرد بها كيد الحياة وأتقي
أضعت ملاذي في هواك وليتني ... ظفرت بحب طافح منك مغدق
كأن الهوى قد بدل القلب طائرا ... وعلمه نوح الحمام المطوق
يحلق في موج السماء مغلغلا ... ومن يضنه الحب البريء يحلق
هل الحب إلا بعض اصبغة الصبا ... متى ما توش القلب يخفق ويعشق
يعيد إلى خابي الحياة شعاعها ... فتندى بنور ساطع متألق