للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

للأستاذ أنور المعداوي

من حقيبة البريد:

هذه رسالة متواضعة، أطمع أن تنشرها كاملة، ولعل صدرك الرحب لا يضيق بها ولا يتولى عنها، فربما كانت لمثلك فقيرة الوعاء مصدوعة البناء خاملة العبارة مبهورة الأنفاس. . ولكن ما ذنبي والأدب كالدين سمح كريم يغفر ويعفو، والكرام الكاتبون في تواضعهم وعظيم أخلاقهم وكياستهم كالأنبياء والأولياء والمصلحين يحتفون ويقربون، أو لم ينبه الله تعالى رسوله الكريم إلى أنه: (عبس وتولى أن جاءه الأعمى) ليقول له: (وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى)؟. . . هذا سر ما شجعني على الكتابة لك، وما يدريك يا سيدي لعلى أزكي، أو أتخرج على يديك وبفضل توجيهك وتشجعك لي، أديبا أو شاعرا أو ناقدا ألم تتفتح بالأمس زهرة (الشاعرة ناهد) بفضل هذا التشجيع والإدناء؟. ولكن للأسف قد اقتطفتها يد المنون على حين غفلة ولما تزل تنضح بالعطر، وتلك وردة أخرى (هجران) نفحتنا بأول نفحة من أريج أوراقها وبفضل رعايتك أيضا. . . وهل أكون مخطئا إذا اعتبرت هذا وسميته تخريجا على يديك وتوجيها منك، مادام الأمر مرتهنا بكلمة تزجيها إلى الشاعر المبتدئ أو الأديب الناشئ فيهتز لها جنانه وتنبعث الثقة في نفسه، فتشرق شمسه من بعد ظلمة يأسه، ويعمل على ملء تلك الثقة دؤوبا مجتهدا مواصلا ليلة بنهاره حتى لا يهان عند الامتحان؟ فكأن إشارتك له بمثابة نداء منك أن يهب من رقدته ليمضي في الطريق غير هياب ولا مختشع، إلى أن يصبح رهن أمرين كقول الهمذاني في مقدمة كتابه الألفاظ: (إما التعلق بالسماك مضاء ونفاذا إن ثابر حتى نهاية الطريق، وإما الانتكاس في الحضيض تخلفا ونقصا إن قعد به العجز عند أول أشواطه)!. . . وهل ننسى يا سيدي مذهب (الأداء النفسي) ودراساته الفنية العميقة، المحدثة المبدعة؟. . كلا والذي علمك البيان. على أية حال نخرج من هذا الكلام مراعاة لوقتك الثمين إلى سؤال أطمع في الإجابة عنه إجابة تبرد الحرقة وتشفي الغليل، وهو: ما الذي قعد بك عن متابعة نشر فصول كتابك عن شاعر الأداء النفسي على محمود طه في رسالته حتى يتم الكتاب؟ أتراك استجبت لرأى أحد أصدقائك على حد قولك؟ وهل صحيح أن نشرك الكتاب كله في الرسالة

<<  <  ج:
ص:  >  >>