للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الغراء يفقده كثيرا من بهجته وجدته حين تخرجه للناس كتابا كاملا بين دفتين؟ وهل كان يفعل مثلك الزيات في كتبه التي كان ينشرها فصولا متتابعة في الرسالة ككتابه (دفاع عن البلاغة) وغيره؟

وأختتم هذه الرسالة منتهزا تلك الفرصة الطيبة لأبعث إلى شباة القلم الفذ، بتحية التقدير والإعجاب والحب.

(السويس)

عبد الرحمن

هذا أديب آخر لم يشأ أن يذكر اسمه، وآثر - كما فعل أخ له من قبل - أن يختفي وراء قناع. وما قلته لأديب الأمس أحب أن أقوله لأديب اليوم، وهو أنني أفضل أن ألقي الأصدقاء الأدباء في وضح النهار. . أما أديب الأمس الذي نشرت كلمته في العدد (٩٠٣) من الرسالة فقد ظهر على حقيقته في العدد الذي يليه، وأعني به العدد الذي ظهر منذ سبة أيام. لقد ظهر هذا الصديق في صفحة الشعر وعرفته هذه الصفحة قبل ذلك مرات. . . أليس القارئ (ع. ع. ص) الذي كتب إلي من (طهطا) مدافعا عن القراء، هو الأستاذ عبد الرحيم عثمان صارو الذي طالعنا بقصيدته (زائرة الحمى) في العدد الماضي من الرسالة؟ لقد أدهشني هذا الشاعر الصديق بروعة وفائه، ثم عاد مرة أخرى فأدهشني برقة شعره، ومن حقه على أن أذكر له هذه القيم الجميلة التي يشرف بها الخلق والفن. . ولا بأس أن آخذ عليه قوله: وزهرتاي الآدمية!

بعد هذا أقول لأديب اليوم بعد شكره على كريم تقديره إننا هنا لا نضن على المواهب بذكر ولا نبخل على أصحابها بالتشجيع، لأننا نؤمن كل الإيمان بأن كلمة تقال أو صدرا يرحب أو يد تمد، يمكن أن تخرج الكنوز من باطن الأرض وتفجر الينابيع من أعماق الصخر، وتحيل صحارى الفكر إلى جنان ورقي الظلال ميادة الغصون. . وليس في هذا الصنيع إن نحن أقدمنا علية شيء من الفضل، ولكنه الواجب الذي تفرضه علينا كرامة العقل ورسالة الذوق وديمقراطية الأدب! أننا ننكر هذا الأرستقراطية الأدبية التي تعترض طريق المواهب حين لا يسطع من ورائها شعاع اسم كبير، لأننا لدينا بهذه الكلمة الصادقة التي تقول لك: لا تنظر إلى من قال، ولكن أنظر إلى ما قال إننا لا نلتفت إلى ضخامة الاسم

<<  <  ج:
ص:  >  >>