للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بقدر ما نلتفت إلى ضخامة العقل، ولا نعترف بسعة الشهرة بقدر ما نعترف بسعة الأفق، ولا نهتم بعلو المكانة بقدر ما نهتم بعلو الثقافة، ولا نحفل باكتمال الصيت بقدر ما نحفل الأداة. . هذا هو مذهبنا الذي نؤمن به ودستورنا الذي نسير عليه، وعلى أصحاب المواهب أن يطمئنوا إلى أننا أمناء على الحق حرصاء على القيم. . ولن نحيد يوما عن الطريق.

أقول هذا وأعلم أن هناك كتابا وشعراء سيواجهونني بصيحة من العجب وأخرى من الإنكار، لأنهم بعثوا إلى بفيض من النثر والشعر غضضت عنه الطرف وصرفت الفكر ومسكت القلم. . إلى هؤلاء الاعتذار، لأن اتجاههم الأدبي يعوزه شيء من الصقل وشيء من النضج وأشياء من التجربة والمران. وليس عليهم من بأس إذا ما عمدوا إلى فنون من الجد والمثابرة واحتمال متاعب الطريق ليبلغوا من هذا الطريق منتهاه! كل ما أرجوه لا يتسرب إلى قلوبهم اليأس، وألا يتطرق إلى نفوسهم القنوط، وألا يغلقوا في مجال الطموح تلك الكوى الخفية التي تهب منها رياح الأمل. . الأمل الواثق من القدرة القادرة في الغد القريب.

أترك هذا الجانب من الإجابة على الشق الأول من رسالة الأديب الفاضل لأعرج بالتعقيب على الشق الأخير. . وخلاصة هذا التعقيب أن ذلك الكتاب الذي يشير إليه سيكون يوما بين أيادي القراء. ولن يضير قضية النقد وعشاق الأدب أرجئ نشر الفصول الباقية إلى حين، إلى أن تقع عليه أعين الناس كاملة بين دفتين. وليس هناك من سبب لهذا الإرجاء غير ما ذكرت، وهو أن نشر الكتاب كله على صفحات الرسالة سيغني القراء عن أقتنائه ويعفيهم من مشقة السعي إليه حيث ينقلونه من ضيافة الرفوف إلى ضيافة العقول!

أما الأستاذ الزيات فقد فعل مثل ما فعلت في مثل هذا الكتاب الذي أومأ إليه الأديب الفاضل وأعني به (دفاع عن البلاغة). . وليس من شك في أن وجهتي النظر تلتقيان حول حقيقة واحدة وهي أن نشر الكتاب كاملة على صفحات المجلات يفقدها عنصر الجدة التي تنشدها عين المتشوقة إلى كل جديد. وجوهر الطرافة التي يلتمسها ذوق المتطلع إلى كل طريف. . ولا حاجة بنا إلى الألفاظ في ذكر ما يلقاه الكتاب من قراء هذا الزمن!!

شعراء في الميزان:

في العدد الماضي من الرسالة كلمة الأديب السوري الفاضل محمد الأرناؤوط، يختلف فيها

<<  <  ج:
ص:  >  >>