للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من هنا ومن هناك]

سفينة نوح بين العلم والسياسة

وصلت إلى تركيا مؤخرا بعثة من علماء الآثار الفرنسيين لمتابعة البحث عن (سفينة نوح) في منحدرات جبال (أراراط) في موقع يسمى (إكري داك) تغطيه الثلوج. ويبلغ ارتفاع هذا الجبل حوالي ١٧٠٠ قدما. ويقع في القسم الشرقي من شمال تركيا.

وستقوم البعثة الفرنسية بجمع النماذج من العناصر التي تؤلف طبيعة الأرض هناك والمميزات (الطيوبوغرافية) الأخرى التي يتخذها علماء الآثار عادة معاول لتتميم المعلومات التي توفرها لهم كتب التاريخ القديم وحوادثه المدونة.

ويقع جبل أراراط صميم المنطقة التي وصفتها التوراة بأنها المكان الذي دفنت فيه زوجة نوع (عليه الصلاة والسلام) والبقعة التي زرع فيها سيدنا نوح أول كرم للعنب عندما انتهى به وبسفينته المطاف إلى ذلك الجزء من العالم كما تذكر التوراة ومفسروها.

ويضم متحف اسطنبول نماذج من صخور جبل أراراط حلل عناصرها بعض علماء طبقات الأرض وقالوا بأنها تؤيد النظرية القائلة بأن هذا الجبل كان في فترة من الأزمنة القديمة مغموراً بالماء إلا من قمته العليا التي أسعفت نوحاً (عليه الصلاة والسلام) في أن يرسي سفينته على منحدرها عندما دهم الطوفان العالم كما تشير إلى ذلك كتب التاريخ القديم والمصادر الدينية. ويدعي هؤلاء العلماء بأن نوحاً قد التجأ بسفينته ونماذجه البشرية والحيوانية إلى أعلى قمة الجبل ليبدأ من جديد في تنمية الأجيال للبهائم ولبني آدم.

وقد سبق أن قامت بعثات أجنبية أخرى للبحث عن سفينة نوح في منطقة جبل أراراط منها بعثة أمريكية أنفقت في عام ١٩٤٩ وقتا وجهدا ومالا كثيرا دون أن تعثر على ما ترغب إثباته من حقائق تاريخية.

ويؤكد علماء الآثار استنادا إلى المصادر اليهودية والمسيحية بأن السفينة كانت في حجم هائل طولها ميل واحد وعرضها ٧٥٠ قدما وعلوها ٤٥٠ قدماً.

وجدير بالذكر أن تردد البعثات الأجنبية على جبال أراراط وتخومها القريبة من الحدود الروسية الجنوبية كان مثار احتجاج السلطات الروسية الشيوعية التي ادعت بأن الغرض من تكرار هذه الزيارات هو التقاط الإشعاعات الذرية التي تنبعث من محطات التجارب

<<  <  ج:
ص:  >  >>