للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

كذبة إبريل في الجامعة:

نشرت الأهرام أن مناظرة ستجري في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول وموضوعها (الدستور المصري أدى رسالته ولا يحتاج إلى تعديل) وذكرت أسماء من سيؤيدون الرأي وعلى رأسهم الأستاذ عباس محمود العقاد، ومن سيعارضونه وفي مقدمتهم الأستاذ فكري أباظة. وذهبت في الموعد المحدد مع من ذهبوا، وامتلأ المدرج المعين للمناظرة على سعته بجمهور كبير من طلبة الجامعة والأزهر وغيرهم، وحل الموعد المحدد للبدء، ثم انقضى بعده نحو نصف ساعة، ولم يظهر على المنصة إلا الدكتور مظهر سعيد الأستاذ بكلية الآداب، الذي نظر إلى الحاضرين ونظروا إليه. . . ولم يظهر ما يدل على أن هناك مناظرة. . . فقد كان اليوم أول إبريل! واختلطت أصوات الضحك بصيحات الاستنكار.

وكان موقف الأستاذ حرجاً، ولكنه أخرج نفسه من هذا الموقف بلباقة، إذ نهض وقال: أيها السادة، كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول تحييكم تحية إبريل. . . وقد وقعنا أنا وأنتم في هذا (المقلب) ولكن لا عليكم فسأحدثكم عن (كذبة إبريل) من الوجهة النفسية والتاريخية. وقال الأستاذ: إن كذبة إبريل ظاهرة إنسانية لها اعتبارها، فالناس يشقون طول العام ويعانون ما يعانون في مشاغلهم اليومية، حتى تضيق نفوسهم بالجد المتواصل يحتاجون إلى مناسبات ومواسم يفرجون فيها عن الكرب والهموم، ولا شك أن في بيئاتنا الشرقية كثيرين يضيقون بمداعبات إبريل، على خلاف ما نقابل به البينات الغريبة من المرح والسرور.

وقال: إن التضليل الراجح لكذبة إبريل هو أن السنة كانت تبدأ في التقويم القديم بشهر إبريل، وفي القرن السادس عشر تغير هذا المبدأ، فجعل أول السنة شهر يناير، وانقسم الناس في فرنسا إلى فريقين، فريق المجددين الذين قبلوا هذا التغيير ورحبوا به، وفريق المحافظين الذين لم يعترفوا به وظلوا على اعتبار إبريل أول السنة، يقيمون فيه حفلاتهم. وكان المجدون، على مر السنين، يسخرون من المحافظين حتى بلغت سخريتهم أن كانوا يرسلون إليهم دعوات في إبريل إلى حفلات ومآرب لا حقيقة لها، ومن هنا سار الكذب عادة في هذا الموسم.

ومما قاله الدكتور مظهر أن الفرنسيين يسمون من ينخدع بكذبة إبريل (ضحكة) وفي

<<  <  ج:
ص:  >  >>