يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من
سيرة هذا العصامي العظيم. . . . . .
- ٢٢ -
جلس أبراهام ينتظر رد سيوارد بصبر فارغ وفؤاد قلق، فإنه ليعجب كيف يقف منه صاحبه مثل هذا الموقف؛ على أنه لن يحجم عن مواجهة العاصفة وحده مهما بلغ من شدتها، وإن كان ليود بينه وبين نفسه أن يكون سيوارد إلى جانبه في تلك الشدة التي تطيش في مثلها أحلام الرجال وإن كانت تزن الجبال. . . يود أن يستعين بصاحبه فهو واثق من كفايته مطمئن إلى إخلاصه
وما بال الرئيس تزداد سحابة الهم كدرة على محياه حتى ليبدو للأعين كمن أخذته غاشية من حزن أليم؟ ما باله طويل الإطراق كثير الصمت، لا يستمع إلى حديث زوجه إلا قليلاً ولا يشاطرها جذلها ومرحها ولا يشاركها ما دب في قلبها من الزهو بما باتا يتقلبان فيه من نعمة ويحظيان به من جاه. . .؟
إنما يكرب الرئيس ما آلت إليه حال بلاده، فما به خوف أو تردد وما هو عن البذل بضنين؛ وإنه ليحزنه أن يكون بنو قومه بعضهم لبعض عدو في غير موجب لذلك وهم عن الحق في عماية من تبليل أفكارهم وتسلط العناد على نفوسهم، وما له إلى هديهم بالتي هي أحسن حيلة.
ورضى سيوارد آخر الأمر أن يعمل مع أبراهام، وكان سيوارد قليل الثقة بكفاية صاحبه الإرادية لأنه لم يسبق له أن شغل منصباً إدارياً قبل هذا المنصب الخطير، ولذلك كان يطمع سيوارد أن تكون في يده السلطة الفعلية وتكون للرئيس الرياسة فحسب؛ وبهذه الروح