كانوا قديما يتساءلون: ماذا نفعل بالشيوخ؟ أما اليوم فيجب أن نتساءل: ماذا عسى أن يفعل بنا الشيوخ؟
يؤخذ من الإحصاءات الرسمية أن متوسط الحياة البشرية في عصرنا أصبح يتراوح بين الخمسين والستين من الأعوام، وقد كان لبضعة عقود خلت نحو الخمسة والثلاثين. وهذه الزيادة ترجع إلى تقدم الطب وانتشار الوسائل الصحية وتحسين طرق المعيشة ونحوها. وقد لوحظ أيضا لعوامل ذاتها نقص كبير في وفيات الأطفال بجميع أنحاء العالم حتى في أكثر البلدان انحطاطا
والواقع أن مصير العالم هو اليوم في أيدي هؤلاء ألا شيوخ الذين يفرضون على الشعوب إرادتهم ويلبسونها الأثواب التي يفصلون. وهم ولا جدال أولياء الأمر يأمرون وينهون في الشؤون السياسية والحربية والفنية والأدبية والعلمية وغيرها. إنهم جاوزوا الستين من العمر فبلغوا حد الشيخوخة؛ غير أن هذا الحد سيمتد كلما ارتفع متوسط العمر البشري. فالمرأة في أوائل هذا القرن كانت تدعى عجوزا وهي بعد في الثلاثين أو الخامسة والثلاثين؛ والرجل الخمسيني كان يعد شيخا، أما اليوم فلو دعونا امرأة خمسينية عجوزا ورجلا ستينيا شيخاً لغضبا وحقهما أن يغضبا؛ لأنهما لا يزالان يحتفظان برواء الشباب ونشاطه. أما اليوم فلو دعونا امرأة خمسينية عجوزا ورجلاً ستينيا لغضبا شيخاً وحقهما أن يغضبا؛ لأنهٍما لا يزالان يحتفضان برواء الشباب ونشاطه. أما القول بأن الحياة تبتدئ في الأربعين فسيخلفه بعد وقت قريب تحديد آخر فيقال إنها تبتدئ في الستين أو السبعين
إن هذا العصر الذي يدعى بحق العصر الذري لا بأس أن ندعوه أيضاً
عصر الشيوخ. وما الشيوخ إلا رجال يجمعون إلى الحزم والحنكة انشاط وصفاء الذهن. ولنا أمثلة عديدة في الذين يملكون زمام الأمر ويديرون شؤون الشعب، فالملك هاكون السابع، كان عمره فوق السبعين، وابن السعود هو اليوم في العقد السابع، والمرحوم عبد الله ملك شرقي الأردن كان عمره حين قتل ٨٩ سنة، وستالين الذي يبسط سلطانه على بضع مئات من الملايين يحمل على كتفيه ٧٢ حولا، ومستشاره للشؤون الخارجية أندره