للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات. . .]

للأستاذ عباس حسن خضر

أعداء المرأة:

منذ سنين أطلق بعض المروجين للأستاذ توفيق الحكيم عليه لقب (عدو المرأة)، واتخذت المجلات الشعبية هذا اللقب مادة للتندر فيما يتصل به، وطاب ذلك للأستاذ نفسه، فأكثر في كتاباته مما يثبته ويسيره بين الناس، وكان بين الناس، ولم يزل بينهم، من يتساءل عن معنى هذه العداوة. وأكثر هؤلاء المتسائلون تساؤلهم لما رأوا أخيراً الدكتور زكي مبارك يعلن بنفسه في مجلة (مسامرات الجيب) أنه عدو المراة، ويتبع بذلك حملة عشواء. . . يعلو فيها مثار النقع. وتنجلي غمراتها عن هزيمة الجنس الناعم أمام أسلحة الشتائم التي جرد منها بالتثقيف والتهذيب، واتخذها بعض الرجال أداة لحربه. . .

ويعجب المشاهدون لهذه المسامع من هؤلاء (الأبطال) الذين يريدون أن يعكروا صفو المودة بين الجنسين التي هي من آيات الله الذي جعل لنا من انفسوا أزواجا لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة؛ ويعجبون اشد الإعجاب لتحقير اللائى هن من أنفسنا ونحن منهن ولا يحق لهن إلا الكرامة والإعزاز

ويقول السائلون عن معنى تلك العداوة: أهي عداوة جنسية بحيث يدعو أولئك المغاوير سائر الرجال إلى حرب النساء، ويضطر النساء إلى المقاومة، فيقف الجنسان في الميدان صفين على رأس أحدهما توفيق الحكيم وزكي مبارك. . .؟

ما الرجل؟ وما المرأة؟ أليسا نصفي شيء واحد هو الإنسان؟ وهل يستطيع هذا الإنسان أن يتحرك إذا شل نصفه؟

إن الرجل ليس رجلا إلا لأن هناك امرأة، فهما متقابلان لا وجود لأحدهما دون الّاخر، وليست المرأة إلا شريكا للرجل له قيمته، وليس من الرجولة أن تنتقصه ونتنكر له!

فإذا كان من يتسمون أعداء المرأة يريدون أن يحاربوا عيوبا تتصف بها، ونقائص جرت أو طرأت عليها، فليس السبيل لذلك إيذاء شعور الكرائم وجرح نفوسهن بتلك المهاترات، إنما السبيل هو الذي يسلكه ذوو الألباب من التنديد بالنقائص والعيوب والدعوة إلى نبذها والتجمل باضدادها، كما يصنع الأستاذان الطنطاوي وسيد قطب في (الرسالة) الزاهرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>