وليس للرجل أن يعيب المرأة - من حيث هي امرأة - لنقائص في جنسها، أو لأن أفرداً منه حادوا عن الجادة، فالرجال في ذلك كالنساء، بل إن من الرجال من لا تستطيع اشد النساء إمعانا في الخزى أن تبلغ شأوه في هذا المضمار، وهم المتشبهون ببها. . . ومن يتخذونهم بدلا منها. . . ومع ذلك لم نسمع أن امرأة نودي بها أو نادت بنفسها عدوة للرجل. . .!
فعداوة الجنس برمته لا موضوع لها إلا أن يكون القصد منها الترويج والتهريج والتظاهر بأعجب البطولات!
رؤيا لم تقص:
رأى أحد الأشرار في نومه أنه قتل رجلا، ولم يستطع الفرار؛ فوقع في يد الشرطة، وقدم إلى المحاكمة. وحكم عليه بالاعدام، وحل وقت التنفيذ، واتى به إلى المشنقة؛ وبينما كان الرجل سابحاً بفكره في رؤياه دخلت زوجه لتوقظه، وفي اللحظة التي وصل فيها إلى أن كان الجلاد يعد له حبل المشنقة - لمست يد الزوجة عنقه، فقامت هذه اللمسة مقام الحبل في التأثير في الرجل. . . ففاضت روحه.
مهلاً قارئ (الرسالة)، فأنا أعرف فطنتك، وما يقاس ذكاء مثلك بمثل هذه الحكاية، فلا أخالك إلا سائلا: وكيف عرف أن الرجل رأى هذه الرؤيا وقد اتصل نومه بالموت فلم يقص رؤياه على أحد. .؟!
وبعد، فقد قرأت قصة (قطر الندى) للصديق القديم الأستاذ محمد سعيد العريان التي ظهرت في سلسلة (اقرأ)، وهي قصة ممتعة جلاها أسلوب العريان الطلي وحلاها براعته الفنية، ولكني وقفت فيها عند رؤيا لم تقص. . . لست ادري كيف عرفها الأستاذ العريان؟!
ذلك أن (أم آسية) حاضنة قطر الندى بنت خمارويه بنت أحمد ابن طولون - رأت في ذات ليلة أنها في قصر عظيم تزف فيه قطر الندى بنت ملك المغرب (خمارويه) إلى ملك الشرق (الخليفة العباسي)، وكأنها (أم آسية) أم العريس، وقد أفسحوا لها حتى دخلت إلى دار الحرم فشاهدت قطر الندى جالسة على سريرها. . . وحملها أريج البخور على جناحين من لهب إلى السماوات، فما تنبهت إلا على صائح يصيح. .!
وقصت رؤياها على سيدها خمارويه راجية منه أن تكون ماشطة الأميرة يوم زفافها. . . ثم