لقد ترك الأستاذ زكي طليمات باعتزاله العمل في الفرقة القومية مكاناً شاغراً وإنه ليصعب على فرقة تضم هذا العدد الكبير من الممثلين أن تسير بمخرج مسرحي واحد، ونحن إذا طالبنا الأستاذ عزيز عيد أن يخرج جميع روايات الموسم فإنما نطلب ما ليس في الاستطاعة وما يخرج عن القدرة؛ وهو إن قبل هذه المهمة فإنما يظلم نفسه، وتكون النتيجة تعطيل عدد كبير من الممثلين انتظاراً لإعداد رواية بعد أخرى كما هو حاصل اليوم. ثم إن قيام مخرج واحد بهذه المهمة يجعل دراسة الروايات سطحية لكثرة العمل وضيق الوقت؛ وقد يضطر المخرج إلى تأجيل موعد التمثيل في إحدى الروايات حتى يتسع له الوقت لتدريب الممثلين كما حدث في رواية (سافو) في الأسبوع الماضي.
ونحن نناشد مدير الفرقة أن ينظر إلى هذه الحالة جيداً وأن يقدر الموقف لعله يستطيع أن يوفق إلى مخرج. أما نحن فنرى أن من الخير للممثلين أنفسهم وللجمهور وللفرقة أن يعهد صاحب العزة مديرها إلى أحد كبار الممثلين الذين لهم من الثقافة وسعة الاطلاع ما يؤهلهم للقيام بمهمة الإخراج ببعض الروايات لإخراجها، وأنا على ثقة من أن في الفرقة من سبق له أن أخرج عشرات الروايات لطلبة المدارس الثانوية الأميرية وغير الأميرية. فهل تحقيق الفرقة هذا الرجاء حتى يعود إليها من الخارج من توفدهم من البعوث لدراسة الفن في أوربا!!
وعلى ذكرى البعوث نقول إن خير عمل قامت به لجنة ترقية التمثيل العربي منذ إنشاء الفرقة القومية في العام الماضي، هو قرار لجنتها التي عقدت في مساء يوم الخميس الماضي، القاضي بإرسال أربعة من الشبان المصريين إلى أوربا لدارسة فن الإخراج والتمثيل: اثنين من الممثلين المعروف، واثنين من الشبان المتعلمين الحائزين على درجات علمية محترمة. وهذه السياسة التي تسير عليها اللجنة جديرة بأن تقابل من كل محب للمسرح بالشكر إذ تهيئ لنا شباناً مثقفين ثقافة مسرحية شاملة، وسوف يدخلون على المسرح المصري كل جديد طريف ويسيرون به إلى الإمام خطوات واسعة، وسوف يجد