ما للفتى الطائي شواط امرئ ... يصطاد نسر الجو بالمنسر
وقد علق الأستاذ على البيت الأخير فقال: أظنه يريد بالفتى الطائي أبا تمام وبامرئ امرأ القيس فانظر - وقد نظرنا فرأينا أنه يعني بالفتى الطائي البحتري الذي ذكره في البيت الأول، وأنه يريد بامرئ: نفسه على جهة التشبيه بامرئ القيس وهذا هو الذي يقتضيه السياق، ويتطلبه المعنى.
وفي ص (٢٥٧) قال المقري في تحديد الأندلس: (وهذه المدينة - يعني مدينة أربونة - تقابلها مدينة برديل. . .) فقال الأستاذ: لم نعثر في المعاجم على اسم هذه المدينة، وقد تكون محرفة عن (برديش) وهي من مدن قرمونية بالأندلس. وليس ثمة تحريف، فأن برديل هي بردو الآن، وتقع حيث يقترب البحر المحيط من البحر الشامي، وهي في مقابل أربونة؛ وقد كان القدماء يقسمون الأندلس إلى ثلاثة أركان، ويقولون إن ركنها الثاني يقع بالشرق بين أربونة وبرديل.
وفي (٢٧٩) قال وهو يتكلم عن المعادن والأفاويه بالأندلس: (وقد سبق منه - أي العود الهندي - إلى خيران الصقلي صاحب المرية) والمقري قد نقل العبارة بنصها عن الإحاطة للسان الدين، وقد جاء في الإحاطة اسم صاحب المرية (حيزوان)
ذلك ما أحصيناه في هذا القسم من الكتاب في نظرة عجلى، وربما لو عدنا إليه بالنظرة الفاحصة لعثرنا على ما هو أهم وأجل، ولعل الله ييسر لنا النظر في جميع أقسام الكتاب.