للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من تاريخ الطب الإسلامي]

لصاحب السعادة الدكتور قاسم غني

سفير إيران بمصر

- ٢ -

٣ - تعريب الكتب الطبية:

ظهر الدين الإسلامي في أوائل القرن السابع للميلاد وفي خلال سنوات قليلة قهر المسلمون الامبراطوريات وامتد نفوذ الإسلام إلى البلاد الواقعة في ما بين السند والقوقاز وعمها جميعاً، ثم بلغ أفريقية الشمالية وأسبانيا حتى بعض جزر بحر الروم مثل صقلية وسردينية وغيرهما.

وانقضى القرن الأول من الهجرة بالغزو والفتح وتأسيس الحكومات العربية العظيمة فاستولى المسلمون على بلاد كانت مراكز للحضارة، ودخلت بلاد، كانت تعتبر حواضر للعلوم والفنون مثل دمشق وقيصرية والإسكندرية في حيازتهم؛ وفي أثناء هذه الفتوح وعندما كان المسلمون مشغولين بتدعيم أسس ممالكهم أدركوا أن من المحتم عليهم أن يقتبسوا من حضارات البلاد المفتوحة والأمم المغلوبة ما يمكن اقتباسه، فبدأوا بذلك وبلغت هذه الفكرة شأوها بوجه خاص في عهد الخلفاء العباسيين حينما كان للإيرانيين شأن كبير في إدارة أمور المملكة الإسلامية، فألحق بكل مسجد مدرسة، وأنشئت مكتبات، وأسست مستشفيات، وبدأوا في تدريس جميع العلوم ولاسيما علوم الشريعة والطب والفلسفة في مدارسهم.

قلنا إن النسطوريين وحكماء الإسكندرية الذين سبقت لهم الهجرة إلى المشرق ثم اليهود والأقباط والسريان كانوا قد هيأوا مقدمات هذه النهضة الفكرية قبل بدئها بقرنين ولاسيما السريان منهم وهم من أبناء عمومة العرب، وذلك بنقل علوم اليونان من السريانية إلى العربية. وسنذكر فيما بعد لمحة عن الترجمة عند العرب

يمكننا أن نقسم المسلمين الذين اشتغلوا بالعلوم المختلفة ومنها الطب إلى طبقتين: المترجمين والمؤلفين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>