للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش النقد:]

شيلوك الجديد أو قضية فلسطين

مسرحية للأستاذ باكثير

للأستاذ سيد قطب

هذه المسرحية من عمل الأستاذ (علي أحمد باكثير) صاحب مسرحيات: (مملكة السماء، والفرعون الموعود، وقصر الهودج)؛ وقصص: (سلامة القس، وا إسلاماه). . . أصدرتها (لجنة النشر للجامعيين) في سلسلتها التي بلغت إلى اليوم أربعاً وثلاثين حلقة، معظمها لأسماء شابة أبرزتها اللجنة، وكشفت عن مواهبها، وهيأت لها فرصتها للظهور، والإنتاج المفيد؛ ولعلها كانت وشيكة أن تطمر، أو أن تنتظر طويلاً حتى تنال حقها الطبيعي في الميدان الأدبي. وذلك فضل للجنة ليس باليسير.

ومسرحية (شيلوك الجديد) عمل أدبي يجيء في إبانه، ليلقي على (قضية فلسطين) في هذه الأيام ضوءاً منيراً كشافاً، وليصورها على حقيقتها التاريخية والواقعية، وليرسم الحل الناجع لها، وهو الحل الذي اهتدت إليه جامعة الدول العربية بعد شهر من ظهور المسرحية. وحسب المؤلف - وهو فرد - أن يلتقي في تفكيره مع أبرز رجال الجامعة العربية في حل قضية فلسطين!

وهذه المسرحية - من الوجهة الفنية البحتة - ليست أحسن أعمال الأستاذ باكثير؛ ولكنها من الجهة الأخرى تعد أكبر عمل أدبي تصدى لقضية فلسطين منذ نشأتها إلى اليوم. . .

أنها تقرير حي عن هذه المأساة، لا يسرد القضية سرد التقريرات، بل يعرضها عرضاً حياً على المسرح، فيكشف عن حقيقة مطامع الصهيونيين في هذه البلاد المقدسة، وعن وسائلهم الخسيسة والجهنمية في تحقيق هذه المطامع، وعن نواحي الضعف التي يستغلونها في جسم الأمة العربية أفراداً وشعباً، وعن مدى مشاركة السياسة البريطانية في هذه الوسائل، وهي مشاركة كانت كلية سافرة في وقت من الأوقات، وما تزال إلى اليوم تعمل، ولكن في حذر ومن وراء ستار؛ لأن القوانين والإجراءات المالية والنظامية التي سنتها لا تزال باقية تخدم القضية الصهيونية أجل الخدمات، وتهيئ لها امتلاك الأراضي، بعد أن تضيق الخناق على

<<  <  ج:
ص:  >  >>