للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وحدة الوجود]

وهل هي من الإسلام في شيء

للأستاذ دريني خشبة

قرأت كلمة صديقي الدكتور زكي فراعني انه لم يقرأ كتاب (رسائل التعليقات) بعد، أو أنه قرأه كما قرأته أنا. . . على حد تعبير الأستاذ الرصافي،. . . أي تلك القراءة السريعة المتقطعة، التي تبعد بالقارئ عن معاني المؤلف، وتشط به عن أغراضه. . . وآية ذلك ما أراده الدكتور من مساجلتي حول نظرية (وحدة الوجود). . . وأن يكون أساس المساجلة: أن تترك التفكير في أن هذه النظرية تجني على العقيدة الإسلامية. . . وهذا شرط عجيب. . . ولست أوثر أن أقول إنه شرط خبيث!! ما دام أن الصديق الأعز قد ذكر (أن الذوق هو خير ما دعا إليه الأنبياء!)

ولست أدري كيف يدعوني أخي المبارك إلى مساجلته على هذا الأساس العجيب - ولا أقول الخبيث! - وهو يذكر أنني قلت في كلماتي التي كتبتها عن رسائل التعليقات، إنني ما كتبت تلك الكلمات، ولا وددت أن أكتبها، إلا لأن الأستاذ الرصافي قد ادعى في رسائله أن نظرية وحدة الوجود هي نظرية إسلامية، بل إنها من ابتداع الرسول الكريم، فخر الكائنات، محمد صلى الله عليه وسلم، وإنه - أي رسول الله عليه صلوات الله - لم يذكر منها لأصحابه شيئاً، إلا ما لمح به منها لخليله الصديق - عليه رضوان الله -. . . ثم ما ذهب إليه الأستاذ الرصافي بعد ذلك من التخريجات المضحكة التي تعتبر هدماً شاملاً للإسلام، وتزييفاً واسعاً شاسعاً لما يؤمن به المسلمون ويعرفون أنه الحق من ربهم

فلقد أنكر الرصافي أن يكون القرآن كلام الله. . . وردد عبارة (يقول محمد في القرآن) غير مرة في كتابه المذكور. . . وهو يقحم هذا الإنكار في نظرية وحدة الوجود فيعلله بادعائه أن الرسول الكريم كان يفنى في الله - أو في الوجود الكلي - فناء كاملاً، ولذا جاز له أن يقول هذا القرآن، ويزعم أنه يقول الذي يقوله الله، ويفعل الشيء ويؤمن بأن الله هو الذي يفعل. . . وأذكر أنه يستدل على هذا الإفك - ولن ندعوه إلا إفكا - بالآية الكريمة: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى! وهي من الآيات التي طلب إلينا تفسيرها بما ينافي ما قذف به وسواسه في روعه. ناسياً أن الآية قد أنزلت في مناسبة خاصة واردة في مكانها

<<  <  ج:
ص:  >  >>