حتى يختل توازن الأمة الاجتماعي أعمق اختلال، ويكثر محدثو النعمة، وتلك طائفة تجمع الإنسانية الرشيدة على احتقارها ورد عدوانها
والآن، وقد استعرضنا المبادئ، التي وزعت الإنسانية على أساسها طبقاتها الاجتماعية، وانتهينا إلى أن الأساس العام القائم اليوم هو المال، ووضحنا ما في هذا الأساس من أخطار يجب أن نبحث عن الوسيلة التي نتعهد بها ذلك التوازن ونرد إليه ما يجب أن يلازمه من سلامة، وباستطاعتك أن تنقلب أوجه النظر كما تريد، فلن تجد غير وسيلة واحدة هي تدخل الدولة والأخذ بمبادئ الاقتصاد الموجَّهه
مبدأ الاقتصاد الموجَّه يقوم على تدخل الدولة في الإنتاج، وذلك عن طريق التشريع وهو ألزم ما يكون في أعقاب الحروب الكبيرة، وأنت عندما تثقل بالضرائب من أثرى بغير وجه مشروع لا تظلمه؛ بل تنتصف للأمة منه، لأنك عند النظر الأخلاقي الصحيح لا تستطيع أن تسميه إلا مختلساً، وأنت عندما تنتصف للعامل من صاحب رأس المال، وللمستهلك من المنتج وللمريض من الصحيح وللجاهل من المتعلم، لا تعتدي على أحد، وإنما ترغم المقصر على أداء واجبه عندما تنعدم قيادة الضمير، ونحن في أمة تصرخ الآلام في صدور أبنائها؛ لقد حان الحين، لكي تحزم الهيئة الاجتماعية أمرها، وتشد من عزم حكامها ليقيموا توازنها الاجتماعي على أساس ترضاه إنسانيتها الجريحة.