كتاب قيم طوى شتيت المعاني في وجيز العبارات، تلبية لداعي الوقت الدراسي الذي تتناهبه مختلفات العلوم. وجمل هذا الاختصار الأنيق الرعاية الدقيقة في رواية المعاني من حوادث وغيرها، وكذلك ينبغي أن توضع كتب الوزارة، فإنها المصادر الفريدة لمعلومات النشء العالقة بعقولهم، الخالدة في صحائف أذهانهم يئلون إليها عندما يتسع أفق تفكيرهم كأساس يعتمدون عليه في تنمية معارفهم.
طالعت قرابة نصف كتاب (المعالم) الأول، فعنت لي ملاحظات فيما قرأت أبتغي بعرضها تلافيها في الطبعة المقبلة خدمة للعلم والتاريخ.
جاء في ص١٣:(ولم يكن لبني هاشم منافسون سوى بني أمية وهم أحفاد عبد الدار أحد اخوة قصي)
والجملة الثانية تفيد أمرين: الأول أن بني أمية أحفاد عبد الدار، والثاني أن عبد الدار أحد اخوة قصي.
وأقول إن كلا الأمرين لا ينطبق على الواقع. فإن كتب الأنساب تروي أن قصياً نسل عبد الدار وعبد مناف وغيرهما، وأن عبد مناف نجل عبد شمس وهاشماً وغيرهما، وأن عبد شمس أعقب أمية واخوته.
ومن ذا يتضح أن بني أمية حفدة عبد مناف كبني هاشم، وأن عبد الدار أحد أبناء قصي. فصحة الجملة (وهم أحفاد عبد مناف بن قصي) والجملة حينئذ يستبين منها أن بينهما رحماً ماسة وذلك هو الهدف الذي ترمي إليه.
وجاء في ص١٨ في الغزوات:(وقد اشترك النبي صلى الله عليه وسلم في تسع منها)
والظاهر من هذا الكلام أنه صلى الله عليه وسلم لم يشترك في باقي الغزوات.
وأقول إن المعروف أن الغزوة ما خرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم سواء أوقع فيها