للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

أماني حسناء

للقصصي الفرنسي كاتول مانديز

بقلم الأديب صلاح الدين المنجد

(كاتول مانديز شاعر وروائي وقصصي. . . أوتي من الفهم والذكاء ما جعله يخوض في كل فن ويطرق كل باب. . . قضي حياته في العمل المثمر والسعي المتواصل، وكان يعشق الحياة والشباب والجمال وله في ذلك قطع أرق الشعر وأحلاه. أشهر مؤلفاته: الأماسي الكئيبة، مجموعة أقاصيص، عذراء افيلا)

كانت رائعة الحسن غضه الصبا. ظهر الورد في خديها الناعمين فوق الزغب الحريري الجميل. وبدا السحر في أهدابها الوطف الناعسة، وتفتحت أنوثتها الرقيقة عن جسم بض ريان، وثديين بارزين فيهما السحر الحلال، فغدت كزهرة من أزهار التفاح في أوائل نيسان. . . كلها فتنة، وكلها جمال

انطلقت ذات صباح تتهادى بين الحقول بتيه وخيلاء؛ يعلو جبينها المشرق سحابة من هّم روع قلبها وأضناه. فرأتها جنية صغيرة كانت تتنقل بين الأعشاب، فحزنت لها وأشفقت على ذلك الشباب. . . فخرجت إليها تجرر ثوبها الأزرق الحريري، وسألتها بصوت هادئ رنان:

- ما الذي يشجيك يا حسناء. . .؟ لقد أوتيت من الحسن ما تتمناه كل فتاة! إن لك لشعراً لونه كلون سنابل القمح في حزيران. . . وإن لك لعينين لونهما في زرقة السماء إذا تنبه الفجر الوسنان. . . وإن لك لفماً رقيقاً وطلعة ساحرة مشرقة، ومشية خفيفة فاتنة، فما الذي ينغص عيشك ويحزنك يا أختاه. . .؟

-. . . . . .؟

- لم لا تقولين ما بك يا فتاة. . .؟ أتشتهين ارتداء ثوب حريري جميل. . .؟

أتودّين لبس حذاء رصع بجوهرة نادرة وزين بشرط ناعمة؟

- أواه! أواه!

<<  <  ج:
ص:  >  >>