خرجت (واندا) الحسناء من المستشفى وهي فقيرة معدمة. . . ماذا تفعل! وكل ما عندها من حطام الدنيا خاتم ذهبي ذو ماسة براقة، وقد اضطرت لشدة احتياجها للمال أن تبيعه بروبل واحد. . . ولكن روبلا واحدا لا يكفيها لشراء ما تهفو إليه نفسها
إنها تحتاج إلى ملابس جديدة لتبدو فيها أجمل مما هي الآن، وقبعة بيضاء تزهو بها بين الفتيات، وهذه الأحذية البالية التي أكل عليها الدهر وشرب تبعث الاشمئزاز إلى نفسها. . . ولكن ماذا تفعل؟
وكانت تشعر بخجل واضطراب كلما رأت العيون تحدق فيها وفي ملابسها الرثة وسحنتها الزرية. والغريب أنها تتوهم أن الحيوانات إذا ما رأتها تتقزز من منظرها وتدمدم غاضبة. وكثيرا ما انفردت بنفسها تناجيها:
- آه. أين ذلك الذي ينتشلني من هذه الوحدة، وينقذني من شقائي. . . أخشى ألا أجد أحدا
ثم فكرت في الذهاب إلى (تيفولي). . . وهناك كانت تأمل أن تلتقي بضالتها المنشودة. ولكن، أبهذه الملابس القذرة المهلهلة تذهب إلى تيفولي؟ هل تقدم على ذلك؟
وأطلقت لأفكارها العنان: إلى أين أستطيع الالتجاء؟ ولا وزر لي في تيفولي. . . أإلى (ميشيل)؟ لا، لقد تزوج منذ أيام، أم إلى الهرم الساذج (أوسيب)، وأخشى أن يكون منهمكا في أعماله
ثم هبت بغتة عندما جال بخاطرها اسم (فيكل) طبيب الأسنان في تيفولي، وتذكرت أنها زارته قبل بضعة أشهر عندما وهبها بعض الأساور الجميلة. وداعبها في تلك الليلة حتى أغاظها فلم تتمالك أن أفرغت قدحا مت الشراب على رأسه. إنه طيب القلب مرح. فلا بد أ، يعطيها شيئا إذا زارته اليوم
وهكذا جدت (واندا) السير في طريقها إلى منزل فيكل وقد سرت فيها انتعاشة فياضة