للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وانبعث منها حمية ونشاط. . وكانت تتمتم بخفوت:

- إذا كان في المنزل ولم يعطني شيئا فسأجدع أنفه!! وسأحاول إغراءه بشتى الوسائل علني أحصل منه على ٢٠ روبلا

لكنها أنكرت هذه الفكرة وحاولت إبعادها من رأسها؛ وانتابتها قشعريرة وأخذت تترنح في سيرها وشعرت بارتباك وخوف. .

وعندما اقتربت من منزل الطبيب ترددت في طرق بابه. . وتسمرت في مكانها لحظات واجمة تفكر:

- ربما يكون قد نسيني. . . ثم هذه الملابس الرثة. . . هذا المنظر الذري. . رباه!

وواتتها شجاعة حينما تقدمت غير هيابة وطرقت الباب بقوة. . . وصاحت: - هل الطبيب هنا؟

وبرزت الخادمة. . . وخطت نحوها ثم قادتها إلى غرفة الانتظار دون أن تنبس. . . وغاصت واندا فوق المقعد الوثير سارحة الفكر شاردة اللب. . . وأبصرت نفسها في مرآة مقابلة. . لقد كانت صورة واضحة للبؤس والشقاء والتشرد

ثم خاطبتها الخادمة بعد هنيهة:

- تفضلي بالجلوس هنا. . . سيحضر الطبيب بعد دقائق وكانت واندا تفكر فلم تفقه من كلام الخادمة شيئا. . . وساءلت نفسها:

لم هذا التهيب؟ سأصارحه بالقول وأقترض ما أطلب من مال. . . ولا عيب في ذلك! وسيتذكرني حالما يراني. . . ولكن هذه الخادمة السمجة، مالها جمدت في مكانها لا تبرحه؟ لن أصعد إلى غرفته إن بقيت في مكانها

وفجأة دخل (الدكتور فيكل) بقامته الفارعة ووجهه المتجهم وعينيه اللتين ينبعث منهما وميض الاعتزاز والكبرياء، تدل سحنته العابسة على أنه متشبث برأيه يصعب إقناعه. ودهشت واندا لتجهمه وعبوسه وقد عهدت فيه المرح والانشراح. وفي تلك الليلة التي زارته في منزله داعبها وهو طلق الأسارير ضحوك. ما باله تغير هكذا؟ وكأنه ببروده وتكلفه الابتسام موظف رسمي في ديوانه. . .

واقترب من واندا وقبل أن يتفرس فيها جيداً سألها بهدوء: - ماذا بوسعي أن أفعله لك؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>