فلما تم الاتفاق على ذلك قالت الأرملة:(والوصية؟ هل تمزقينها) فقالت الخادمة: (كلا بل ستبقى معي إلى الأبد)
ورأت الأرملة أن خادمتها لا تقبل المناقشة في الأمر فأذعنت. ومن ذلك اليوم أصبحت الخادمة هي السيدة الحقيقة في المنزل فبدأت بطرد سائر الخدم واختارت آخرين؛ وكان ثاني عمل أتته أن أحضرت ابنها إلى المنزل وأطلقت عليه لقب السكرتير لتلك الأرملة فكان يلازمها في الصباح وفي المساء
صارت الحياة مؤلمة في نظر السيدة لأنها أصبحت تشعر بعد إخفاء الوصية بأنها ارتكبت جريمة منكرة وبأنها باتفاقها مع الخادم قد وضعت نفسها في مركز ذليل، ولكنها احتملت حالتها خمسة أعوام في صمت؛ وفي بدء العام السادس ذهب الخدم ليقدموا الشاي إلى كبيرتهم التي يعرفونها أنها السيدة الحقيقية فعادوا يصرخون ويعلنون أنها ماتت
وظنت الأرملة أن الحظ عاد إلى الابتسام؛ ولكن سرعان ما أخفق أملها لما أمرت ابن تلك الخادم بأن يترك خدمتها فتنكر لها وهددها بإظهار الوصية
ولما رأت أن حالة الذل ستبقى كما هي بل ستزداد لأن خضوعها لهذا الرجل سيكون أشد إيلاما لنفسها من خضوعها لأمه - لما رأت ذلك ملكها اليأس وذهبت إلى إدارة البوليس، ولكن جهلها بالقانون جعل رجل البوليس يضحك منها لأن الوصية التي تخشى شرها قد بطل مفعولها بعد وفاة ابن زوجها عن غير وارث وأصبحت هي من تاريخ الوفاة مالكة للتركة
كانت إذن في الأعوام الثلاثة الأخيرة تقبل الذل خشية من ظهور وصية تجعلها هي المنفردة بمال