صلاحية معجزة بني. أخلاطه. شهرة النشا به. زعفرته. زبلته اللوزية. لونه. أكان يؤكل حاراً. وصفه بالترجرج. رقة جوانبه. أكان يؤتدم به.
وكما تمنى ذلك العربي، في ظرف وتملُّح، أن تكون صفة الفالوذج آية من الآي، وتنزيلا في التنزيل، بل موضع سجدة، ومحراب ضراعة؛ إغلاء بالوصف، وإعلاء لكلمة الموصوف: ترجِّي أخ له من بعد أن يكون الفالوذج معجزة نبوة، وبرهان رسالة، فإنه في حساب هذا العربي الفكه، لجدير أن تهفو إليه القلوب، وتجتمع عليه الإيرادات؛ وما هي إلا أن يؤمن الناس بمن يجيء بالفالوذج من عند الله: دليل إيحاء، ومظهر إعجاز. . . فقد ذكر أبو هلال أن إعرابِّياً سئل عن رأيه في الفالوذج، فقال: والله لو أن موسى أتى فرعون بفالوذج لآمن به، ولكنه أتاه بعصاه!
- ٣ -
وأخلاط هذه الحلواء: لباب البر، ورضاب النحل، وخالص السمن وكان يضاف إلى هذه الأخلاط: النشا. ولعله لباب البر نفسه قال الأصمعي: النشا: شيء يعمل به الفالوذ، فانظر: كيف يذكر النشا بالفالوذج، وكيف صارت نسبته إليه تعريفاً به؟ وإنما جاء ذلك من بعد صيت الفالوذج، وذيوع صفته، ولن يُعرَّف شيء بآخر، حتى يكون الآخر أوسع شهرة، وأندى صوتاً. . .
وكان الزعفران كذلك من أدوات الفالوذج، فقد وصف رجل طعاماً أكله عند بعض الناس، فقال: أتانا بأرُزَّةٍ ملبونة، في الطبرزد مدفونة، وفالوذجة مزعفرة مسمونة. ولا أوقن: أكان يجعل فيه أم كان يصبغ به؟ فإن الكلام يحتمل أن تكون الزعفرة فيه التلوين، إلا أنه يجعل الزعفران فيه أولى، وبسياق الجملة أشكل. ففي الجملة: الملبونة وهي التي فيها اللبن، والمسمونة وهي التي فيها السمن. وقد يكون للزعفران في الفالوذج عملان معاً فهو مادة