للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[جوائز وزارة المعارف]

تشجيع التأليف

الإنجاز منذ قيل إن الأمر قد استوثق للحكومة أو كاد. ورأى الأستاذ الوزير أن يبدأ سياسة الإنعاش الأدبي بالجوائز، لأنها لا تزال منذ كان الأدب أشد القوى المحركة له، وأقوى العوامل المؤثرة فيه؛ بله الإمكان والسرعة، لأن سنها لا يحتاج إلى تصديق وزير المال ولا استشارة وزير العدل. ولكن الجوائز المالية لا تبلغ الغاية من وجودها إلا إذا قامت على فكرة صالحة وسارت على طريقة مؤدية. فهل الجوائز التي يقترحها وزير المعارف بنجوة عن مرامي الظنون ودواعي الفشل؟

يقترح معالي الوزير جوائز وقتية عامة على وضع كتاب في (تاريخ الأدب العربي بمصر من الفتح الإسلامي إلى الآن)، وجوائز دائمة خاصة لتشجيع الإنتاج بين المدرسين بالمدارس الرسمية والحرة؛ والفكرة التي أوحت إلى معالي الوزير هذين الاقتراحين سليمة مستقيمة لا غبار عليها ولا جدال فيها. فإن الأدب المصري لا يزال بجانب الأدب العراقي والأدب الأندلسي مطموس الأثر مجهول التأثير مشتت المادة؛ فدراسته على الطريقة العلمية تثبيت لمعنى القومية في نفوس النشئ، وكشف لناحية خصيبة من نواحي الأدب. وإن المدرسين كما قال قرار الوزير (هم في جميع البلاد المتحضرة مصدر التجنيد العلمي والفكري والعملي في توجيه الحياة الاجتماعية إلى أحدث المبادئ وأدق الآراء العلمية والأدبية والفنية) فينبغي (حفزهم إلى البحث والتأليف في موضوعات اختصاصهم وما يتصل به، بما يؤدي إلى تقوية شخصيتهم العلمية وتكوين ذخيرة من الرسائل العلمية والأدبية تدعو إلى نشاط التفكير العام).

بقي أن ننظر في الطريقة التي تريد الوزارة أن تسلكها إلى تحقيق هذه الفكرة. فهي ترى أن تصل إلى غايتها من طريق المسابقة والتحكيم، وتنقسم في ذلك الهيئات الأدبية الرسمية التي استشارها إلى فريقين: فريق الجامعة، ورأيه اختيار لجنة من الباحثين المعروفين تضع هذا الكتاب المقترح في سنة وأربعة أشهر ثم تعطي ألف جنيه مكافأة على وضعه؛ وفريق دار العلوم وتفتيش اللغة العربية في الوزارة، ورأيه أن يترك وضع الكتاب إلى المسابقة الحرّة، فإن في ذلك حفزاً لهمم الشباب، وتوخياً لمعنى العدل، ومنعا (لاحتكار

<<  <  ج:
ص:  >  >>