كنت أعد مقالي للرسالة عن (مليم الأكبر) كتاب الأستاذ (عادل كامل) حينما وصل إليّ منها العدد الأخير، فقرأت فيه كلمة الأديب الفاضل (فوزي سليمان) الموجهة إليّ في باب البريد الأدبي عن الناقد بين الكتب والشخصيات. وقد رأيت في هذه الكلمة ما يدعو إلى البيان المفيد. ولم أجد بأساً من تأخير الكتابة عن (مليم). فهذا الشاب الفقير (مليم) قد صار من أغنياء الحرب كما يقول مؤلفه. وحسب أغنياء الحرب ما هم فيه من ثراء، ولا ضير عليه حين يتأخر نصيبه من الأدب. بل لعله لا يحفل مطلقاً بهذا النصيب!!! ثم إنّ له لدينا حساباً عسيراً عن أخلاقه وأعماله وآرائه. ومن حقه علينا وقد أصبح من الأثرياء أن نفرغ لحسابه بما يناسب المقام!!!
يقول الأديب الفاضل:
(لاحظت في سلسلة مقالاتك النقدية عن (عالم القصة) أنك تكرر في كثير منها قولك: (إنك لا تعرف - ولم تر - شخوص أغلب من تتحدث عنهم. ويبدو هذا غريباً في نظري، فالقصة - في هذا اللون بالذات من ألوان الأدب - لاشك أن لشخصية الكاتب وحياته الأثر القوي في إنتاجها. . .)
ثم يقول:
(فلم لا تحاول أن تخرج من عزلتك، وتتعرف إلى من تكتب عنهم. بل وتكون معهم صداقات روحية. فإذا أمسكت بقلمك بعد ذلك لتتحدث عن إنتاج لهم جمعت بين الصورة والأصل، كما أنك ستخدم تاريخ الأدب المعاصر، فتترك للأجيال المقبلة صوراً حية قوية من حياة المفكرين والكتاب المعاصرين)
وهذا كلام صحيح في مجموعه، وإن لم يكن ضرورياً في كل حين وأنا قد قلت شيئا منه في مناسبات سابقة:
فمنذ أثنى عشر عاماً كنت أقدم الديوان الأول لزميلي وصديقي الشاعر (عبد العزيز عتيق) - وكنت وإياه ما نزال طالبين - فجاء في مقدمتي هذه الفقرات: