للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحديث ذو شجون]

للدكتور زكي مبارك

امتحان جديد - فلان وفلان - محصول (الرسالة) - أقسمت

بالخمر والنساء - الإفراج عن ديوان (سبط ابن التعاويذي -

الصلات الأدبية بين مصر والسودان - الأستاذ محمد فريد أبو

حديد - لا تنسوا أندية السودان

امتحان جديد

ومن المحنة جاء الامتحان، كما جاء الابتلاء من البلاء!

وقد امتُحِنت مصر في هذه الأيام بضروب من الخوف والجوع بسبب الغارات الجوية، فما الذي أعددناه لنخرج من هذه المحنة بسلام؟

السياسة الرسمية للسياسيين الرسميين، أما السياسة القومية فمُلقاة على عواتقنا، إن كنا أهلاً للظفر بثقة الوطن الغالي، فما واجبنا اليوم وقد وجدت شؤون لا يباح معها لعب ولا مزاح؟

قيل إن الذين هاجروا من الإسكندرية سبعون ألفاً أو يزيدون، فإلى أين تتوجه تلك الألوف؟

ندع الحكومة تدبر من هذه الشؤون ما تستطيع، ثم نلتفت إلى أغنيائنا فنقول:

هذه فرصة سنحت لشكر الله على نعمة الغنى والعافية، والأمان، فماذا عندكم من فنون الشكر والحمد والثناء على واهب الغنى والعافية والأمان؟

إن كان الله ابتلى فريقاً من الفقراء بتعريضهم للخوف والجوع فقد ابتلى جماعات الأغنياء بتعريضهم للشح والبخل في أوقات لا يبخل فيها غنيُ بماله إلا وقد عرض نفسه لغضب صاحب العزة والجبروت

قلت خمسين مرة: (إن الأمم بأغنيائها) ولمثل هذه الأيام الفواجع أعددنا أغنيائنا، ليزدادوا قوة إلى قوة، فما ينمي الخيرات والثمرات غير الجود بها في أوقات البلاء

هذا يوم الامتحان، وهو امتحان يؤديه أغنياؤنا طائعين لا كارهين، فما نحب أن يكون عليهم رقيب غير ضمائرهم، ولا نقبل أن تتدخل الحكومة لحملهم على البر والإفضال

<<  <  ج:
ص:  >  >>