في آخر يوم من أيام شهر ديسمبر منذ ١٦٧ سنة مضت، ولد بالقرب من قرية غلام قضى حياته في السعي باجتهاد لحل مشكلة الصلة بين قوى العقل ووظائف المخ والحالات المختلفة للجمجمة.
سعى جاسبر سبورزيم بالاشتراك مع فرانز جول إلى تفسير سر التفكير بطريقة سميت فيما بعد بعلم فراسة الدماغ وكان جاسبر أول من نشر هذا المذهب الجديد في إنجلترا. وقد أعتقد أن الارتفاعات السطحية في الجمجمة تشتمل على ارتفاعات مناسبة في المخ. وكانت نظريته باختصار أن الجمجمة البشرية تتركب من مجموعة نتوءات توضح مساحات الذكاء في المخ والقوى الذهنية الموافقة في الشخص.
ولسوء الحظ كانت طريقة علم فراسة الدماغ يعوزها الإتقان والتجربة والبرهان. ولكننا على أي حال مدينون بدين الشكر ومعرفة الجميل لهذين المشتغلين بعلم تشريح المخ.
واليوم قام طب المخ الجراحي بتحديد مساحات المخ شيئاً فشيئا بتدقيق علمي، فظهرت من اثر ذلك حقائق عجيبة. فانه قام الدليل مثلا على أن قوى الرجل العقلية تظل مستمرة في تأدية وظيفتها طبيعية وعادية حتى في حالة انتقال نصف المخ من موضعه. وكشف الأطباء الجراحون أيضاً أن العقلية لا يلحقها فساد أو تلف عندما تنتقل فصوص المخ الأمامية. والمسائل التي تواجه دارسي تركيب المخ وهندسته هي الكشف عن سبب نبوغ بعض الرجال وخمول بعضهم الآخر.
والدكتور واجنر هو أول عالم سبر سر طاقة المخ بمقارنته أمخاخ رجال ذوي نبوغ بمخ الرجل العادي، وأتم تجربته الأولى سنة ١٨٦٠. فلقد قام الدكتور واجنر بفحص مخ أحد المشاهير في الرياضيات ومخ رجل بستاني، وبعد دراسة طويلة شاقة وصل إلى النتيجة الآتية: