[ذكرى أم كلثوم]
للشاعر التركي إبراهيم صبري
(نشرت الرسالة في عددها (٤٨٠) تعريفاً بالشاعر التركي
إبراهيم صبري وترجمة لقصيدة من شعره. وهذه القصيدة
التي ترجمها الأستاذ (محمود محمد شاكر) تعطي صورة
جديدة من الشعر التركي بل من الشعر التركي في غربته.
وفيها يصف الشاعر ذلك الصوت الشعري السامي الذي يسحر
السمع، ويسبح بالروح في جو ممتد كامتداده، مرتعش
كرعشته، منتحب كانتحابه: صوت أم كلثوم)
إلى أخي محمود محمد شاكر
انصرفت من دعوتك الماضية وقد احتفظت بشعور وإحساس كتب في ذاكرتي هذه الأبيات:
كان يوماً بديعاً مِلْؤُه السرور! واحسرتا لذلك اليوم! لقد مضى!
ألوان من الطعام لذيذة اتصلت بموسيقى السحر التي فاضت على شفتي أم كلثوم الفاتنة،
قصيدة وردية من أباريق اللحن انسكبت في أرواحنا.
حين يأخذني سكر الإبداع أجد قلبي نشوانَ،
وتذهب أعصابي في سُبات عميق من فرط ما ثملت.
حينئذ أشعر بعروج خيالي وحده إلى عالم الأرواح
تاركاً على الأرض كل ما هو نقيض لهذا الصوت السماوي.
أراني أصل بخيالي إلى قمر في آفاقه نغم ألحانه من عالم الحور والسحر:
هو ذرة أثيرية أخرى لا أبعاد لها، تكِّون هواء ذلك القمر وماءه وأرضه ونوره الشفاف.
إن هذا الصوت ليس للتراب، إنما حقه أن يسمع في السماوات.
في مصر التي تشعرك بالبقاء أدوارها التاريخية المديدة