ليس في الأدباء، ولا بين أكثرهم تشاؤماً من الفرقة القومية وأشدهم
يأساً من استصلاحها - من يتمنى لها الراحة الأبدية، بل بالعكس كلهم
يرجو أن تعصف بها عاصفة خريف تهيئ قابليتها لحياة جديدة في
ربيع مقبل
لتشاؤم الأدباء ويأسهم أسباب وجيهة أوضحوها في شتى المناسبات، ولكن القائمين بأمر الفرقة كانوا يختلفون الأعذار لهؤلاء (المتذمرين المستاءين) يعزونها في الغالب إلى أغراض ذاتية، في حين أن ليس هناك متذمر أو مستاء، كما طاب لمدير الفرقة أن يحرف الوصف تخفيفاً لوقع التشاؤم واليأس في النفس، أو أغراض ذاتية، بل هناك كثرة من الأدباء يائسة كل اليأس من استصلاح هذه الفرقة القومية
ليس بمستغرب أن يفيض مدير الفرقة بالأحاديث ينشرها في الصحف محشوة بالوعود الحلوة والأماني الزاهرة، بل المستغرب أن يكرر هذه الوعود على نسق واحد في مطلع كل موسم للفرقة وعند اختتامه ذاهلا عن أدباء غيورين على هذه المؤسسة الأدبية يراقبون سير أعمالها حباً لها، لا سعياً وراء غرض كما يتوهم حضرة مديرها الهمام
أما سمعته يقول في جريدة البلاغ:(يمكنني أن أؤكد أن الفرقة القومية سائرة في طريقها، ونحن نعمل لاستكمال كل نقص لاحظناه فيها؛ ونحن نعلم الآن العيوب التي فينا وسنعمل على علاجها بالقدر المستطاع حتى تصبح الفرقة قادرة على تأدية الرسالة التي تأسست من أجلها) وأنت لو ناقشته الحساب على هذه الأقوال لسمعت منه قولا في المخرجين والممثلين والمؤلفين والمعربين أشد مما قاله مالك في الخمر بأسلوب شعري يلف به اللعنات بلفائف من حرير، ويتعمد تحاشي ذكر لجنة القراءة صاحبة الرأي في إقرار الرواية قبل تمثيلها كما يتحاشى ذكر أعماله وهو المسؤول الأول والأخير عن تقديم الرواية وعن إعطاء الحساب عن وقعها في نفوس الناس ومبلغ أثرها فيهم