للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تلخيص كتاب: الحاكمون بأمرهم]

تأليف جاك بانفيل

بمناسبة وفاته في ١٠ فبراير سنة ١٩٣٦

للأستاذ عبد الحليم الجندي المحامي

تتمة

طاف بنا بانفيل في النصف الأول من كتابه بطغاة التاريخ ليقدم إلينا طغاة العصر الحاضر؛ فنحن الآن في روسيا القيصرية حيث الشعب يجزي قياصرته الإرهاق الفظيع بالإرهاب الأفظع؛ وإن تعجب فاعجب لهذا القدر الساخر الذي جعل من أكبر القياصر حبّا للشعب أكبر صرعى الإرهاب وهو القيصر (نقولا الثاني). . نشطت الشرطة في أعقاب ذلك المصرع ولكن نشاطها كان متجها نحو (الأنفار) لا نحو القادة، فنجا من طغيانها دعاة جيهنميو (كالفالديمير أوليانوف) أولئك الذين جعلوا شعارهم (كل شيء، أو لا شيء)

نفي الفتى - بل الأستاذ - فالدمير سنتين في سيبريا، وفي سنة ١٨٩٦ ألف جمعية الكفاح، وفي سنة ١٩٠٣ افتتح مؤتمر بروكسل للعمال، وعقب ذلك أنشأ في لندرا حزب العمال الروس الديمقراطي

وفي سنة ١٩٠٥ اندلع لهيب الحرب بين اليابان وروسيا فكانت فرصة نادرة، فمشى إلى قصر الشتاء مائتا ألفٍ من العمال يحدوهم قسيس ليقدموا إلى سدة القصر ملتمساتٍ متواضعة، فقابلتهم المدفعية بالنار على عتباته، وكأن أركان الإمبراطورية الأربعة كانت في الانتظار، إذ شجرت القلاقل في كل ناحية وذُبح الغراندوق سرج، وساد الإضراب في أرمينيا وبولنيا وسبستبول؛ وعبر فالدمير - لينين - الحدود ليختبئ في موسكو، وليؤلف جيش الثورة الذي قاوم الحكومة تسعة أيام ثم انهزم، ففر ليتين وراء الحدود ليكون الحزب البلشفي في سنة ١٩١٢ وليرقب الفرصة المتاحة

ومضت سنوات سبع كان على لينين في منفاه أو في مهربه أن يدبِّر فيها للثورة تدبير

<<  <  ج:
ص:  >  >>