للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في طريق الحياة. .]

للأستاذ عبد القادر القط

في طريقٍ مِن لَقي الأنضاء والصرعى صُواهْ

وفضاءِ لم تعانق أرضَه يوماً سَماه.

مُقَرعاً ترتجع الأبصارُ حسرَى عن مَداه.

أضرب الأرضَ طليحاً تحت أعباء الحياة

وشبابٍ لم يمتَّع بالشباب.

اغتدى في زحمة الأطماع مشدوه الرّجاءْ.

وأَرودُ الودَّ في دنيا من الود خلاء.

مفردَ القلب وللقلب حنينٌ واشتهَاء.

ظامئ الروح وللنبع بأسماعي غناء.

من وراء الغيب من خلف الحجاب.

اغتدى في مهمه الدنيا ومالي من رفيق.

غيرَ روح سادر النجوى وقلبٍ لا يفيق.

كلما أوغلتُ في القفر تراءت لي بروق.

وامضاتٌ بأمانيَّ كأطياف الشروق.

بعد ليلٍ مدلهْمٍ وضباب.

طالما أدركتُ أن البرق خلاّبٌ جَهام.

ورأيتُ القطرَ محبوساً بأطباق الغمام.

غير أني كلما راودَ أجفاني المنام.

قذفت بي ظامئاتٌ من رِغابي للأمام.

ولقد ينجي من اليأس السراب.

أتخطَّى الصخر لا عزماً ولكني أسير.

وعلى السائر أن يمضي وإن شقَّ العبور.

لم أعد أسأل ما الجدوّى ولا أين المصير.

<<  <  ج:
ص:  >  >>