للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من برجنا العاجي]

كان إبسن يقول: (الرجل القوي هو الفرد المعتزل) كان إيماني شديداً بهذه الكلمة. وما برحت أرى فيها دستوري الذي لا ينبغي أن أحيد عنه. فأنا كلما انطويت على نفسي واعتصمت ببرجها أعطتني كل ما أريد من قوة ومنعة. وكلما التمست ذلك عند الناس أو عند أصحاب الجاه والسلطان شعرت أنهم أضعف من أن يستطيعوا لمثلي خيراً أو شراً. فليست قوتي المنشودة في ألقابهم ولا في ثرائهم، إنما هي في شيء ليس في مقدور أحد أن يمنحنيه غير نفسي. فالدولة لم تستطع ولن تستطع أن تنقص أو تزيد في قوة قلمي أو رأيي، ولم تستطع ولن تستطع أن تخفض أو ترفع من قدري وقيمتي في نظر الزمن والتاريخ. وهنا كل متعتي فأنا إذن لا أحتاج إلى الدولة في شيء، لأنها لا تستطيع أن تمنعني أو تمنحني شيئاً ذا أثر في كياني الحقيقي

هذا رأي الأستاذ العقاد أيضاً في كتاباته عن (الدولة والأديب). وقد أشار إلي فيها بما يفيد أني مخالف لرأيه. وهذا غير صحيح. فأنا يوم ذكرت الدولة في مقام الأدب لم أرد منها تشريف الأدب بحمايتها؛ فالأدب شريف بدونها وهي لا تستطيع له تشريفاً، إنما هو الذي يستطيع إذا أراد أن يشرفها وينوء بها. إنما أردت من الدولة أن تنظم بوسائلها المادية أسواق الأدب المادية كما تنظم بقية المرافق الحيوية الأخرى حتى يتطهر من السماسرة والمستغلين. إني أردت من الدولة أن تصون نتاجنا من جشع الطامعين كما تصون مال الأفراد من عدوان اللصوص. فلقد كان كل عجبي أن الدولة لا تعترف بمصالح الأدباء اعترافها بمصالح الأفراد، فهي تتركهم نهباً للناهبين حيث تقوم وتقعد إذا استبد تاجر بسوق الغلال، أو استولى مراب على بعض المال!

توفيق الحكيم

صفحة من حياة شاعر

عاشق ومجنون!. . .

للأستاذ صلاح الدين المنجد

كان اسمه جيرار دي نرفال، وكان مولده في باريس حيث الغيوم البواكي وحيث الجو

<<  <  ج:
ص:  >  >>