ينبوع حلوان، وما أدراك ما ينبوع حلوان؟! - عناد بعض المؤلفين - النواب الجامعيون - مع الدكتور طه حسين - امتحان جديد - يقال ويقال وما أكثر ما يقال؟
ينبوع حلوان
منذ أكثر من عامين فوجئ سكان حلوان بينبوع يتفجر بقوة وعنف، وتسامع بذلك أهل العلم بخصائص الينابيع، فأسرعوا إلى تحليل ماء الينبوع الجديد، ثم عظمت دهشتهم وعظم فرحهم حين وجدوه يغني المصريين عن استيراد المياه المعدنية من الأمطار الأوربية. فأهلا وسهلاً بالنعمة التي يصغر بجانبها صادق الحمد وعاطر الثناء
ولكن هذا الينبوع السعيد هدد بقدومه جماعات المتجرين بالمياه المعدنية، فماذا يصنعون؟ وهل يجوز السكوت عن ثروة تعتز بها مصر على الزمان؟
هداهم الحس التجاري إلى طمر الينبوع قبل أن تلتفت الحكومة المصرية إلى منافعه الحقيقية، فتحرسه من مكايد أهل البغي والعدوان
وكيف يطمر الينبوع؟ وفي أي وقت؟ يطمر بأكياس الأسمنت، وفي غفوة الليل!!
وهنا ترسم صورة قليلة الأمثال، بين صور الخيال
كان الينبوع يغني نشيد الحرية، فقد طال سجنه في غيابات الصخور ألوفاً من السنين. وهل يعلم إلا لله مقدار الآماد التي قضاها ذلك الينبوع وهو سجين؟
لقد تلقته رمال حلوان بترحيب رنان، وكان في أشد الشوق إلى ذلك الترحيب. ألم يكف ما عاناه من الحبس الطويل في ظلمات الصخور الصماء؟
هو يغني، والمال تغني، وما أجمل الغناء حين يلتقي الحبيب والمحبوب!
كان الليل ليل حلوان، وليل حلوان موحش حين يغيب بدر السماء. . وكان الينبوع حديث العهد بالميلاد، ولا علم له بمتاعب الأحياء، فكان يغني ويغني بلا حذر ولا احتراس
وفي حومة تلك الفرحة الشعرية نظر فرأى جماعات لهم وجوه بشرية، ولهم قلوب حجرية، فأنزعج وارتاع