كان صديقنا والد الأولاد المرحوم مراد توفي في شهر ربيع الأول فعملنا عند قبره خثما، وطلبليلة المسيير الكبير الاندراج في السلك مع أخواته فأجبته، فأخذ صالح الدأب على الخير، وتبعه أخوه خير وأخوتهما ومصطفى وعلي وخالد وعمر وأولاد صالح، وسرنا بعد أن ودعنا الإخوان وصلينا الجمعة في (سحمواته) وجاءنا من صفد، من له الغرام بالتحريك أوثق صفد، وبتنا في (قلعة معليا) الرفيعة، وفي الصباح عاد أهل صفد وصحبهم الأخ الشيخ عمر البقاعي وأرسلت معه كتاباً للصهر. ومنها توجيهنا بمن معنا إلى الساحل، وقبلنا لدى النون المصري المقيم الراحل، فقلت:
ومررنا بلصق جدران (عكة) ... بلدة في الثغور ثورت عكه
وحديث بمدحها فضعيف ... بكها الجسم لا تقسه ببكة
وقطعنا نهر الدعائم سرعاً ... وأصبنا لدى المقطع ركة
ونزلنا قريب قلعة حيفا ... وصككنا الجفا على العنق صكة
وسألنا الإله تقريب قدس ... وارتحالا لطيبة ثم مسكة
وبتنا في قرية (صدفند) بعد مشقة، ومنها أتينا حمى (عتيل) وعزمنا في الصباح على الرحيل، ونلنا من أهلها إكراما له حال ثقيل، وحثثنا المطي بلا وقوف، إلى (الطيبة) الخلوف، وهذه القرية من قرايا بني صعب التي يأمن بها الخائف ويهون الصعب، وهم بطن من كندة ومن بجيلة، وكندة بالكسر، قبيلة من اليمن، وقيل الكندي لقب ثور بن عفير أبي حي باليمن لأنه كند أباه النعمة ولحق بأخواله. قاله القاموس. وفي الصباح المنير