في السنة الرابعة من سني الرسالة نشر الأستاذ دريني خشية ست مقالات تحت عنوان (دانتي الجيبري والكوميدية الإلهية، وأبو العلاء المعري ورسالة الغفران) أثبت فيهما أن دانتي لم يتأثر برسالة الغفران ولا بقصة المعراج؛ وإنما بأثر بالقرآن الكريم، وبالإبنييد لفرجيل وبرؤيا يوحنا اللاهوتي. ثم نشرنا بحثا في ثلاثين مقالة لأحد علماء الأزهر الشريف من المطلعين على الأدب الحديث أثبت فيها التشابه القوي بين دانتي وأبي العلاء، وأيد رأيه بآراء المستشرقين في هذا الموضوع. وظلت المسألة معلقة بين النفي والإثبات حتى كان فصل الخطاب ذلك الكشف الذي تحدث عنه في عدد الرسالة الماضي الدكتور أمبرتو ريزيتانو الأستاذ بجامعة فؤاد الأول، وهو ترجمتان لقصة المعراج لاتينية وفرنسية، واطلاع دانتي على إحداهما. فلم يبع إذن شك في أن دانتي استوحى قصة المعراج ملحمته كما استوحاها أبو العلاء رسالته
ثروة من ثروات الأزهر تنتقل إلى جامعة فؤاد
قرر مجلس جامعة فؤاد الأول بجلسة ٣٠ يونيو تعيين الأستاذ الدكتور محمد يوسف موسى أحد علماء الأزهر وخريج جامعة باريس أستاذاً مساعدا للشريعة الإسلامية بكلية الحقوق وقد كان الأزهر أولى بهذه الثمرات الناضجة التي تفتحت في جوه، وعاشت بروحه، وتعمقت في ثقافته، ثم أخذت بنصيب موفور من العلم الحديث بلغته وفي موطنه؛ فاكتملت لها الأداة لتجديد البالي، وإصلاح الفاسد، وتقويم المعوج، مما كثرت الشكوى منه وطال الجدل فيه من أنظمة الأزهر ومناهجه وكتبه. ولكن الأزهر لأمر يعلمه الله لا يريد أن يغير ما بنفسه، ولا يحب أن يعترف بالفضل لأهله. والكفاة إذا لم يجدوا الإنصاف في بيئتهم ومن عشيرتهم تحولوا إلى النظام المنصف. والعلماء إذا لم يجدوا الحقل مهيأ للغراس تركوه إلى المكان الطيب
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ... ألا تفارقهم فالراحلون همو