للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نقل الأديب]

للأستاذ محمد إسعاف النشاشبي

٦٦١ - رب قليل أبلغ من الكثير

دخل سعيد بن وهب على الفضل بن يحيى في يوم قد جلس فيه للشعراء فجعلوا ينشدونه ويأمر لهم بالجوائز حتى لم يبق منهم أحد، فالتقت إلى سعيد بن وهب كالمستنطق، فقال له: أيها الوزير، إني ما كنت استعددت لهذه الحال، ولا تقدمت لها عندي مقدمة فأعرفها، ولكن قد حضرني بيتان أرجو أن ينوبا عن قصيدة. فقال: هاتهما، فرب قليل أبلغ من الكثير، فقال سعيد:

مدح الفضل نفسه بالفعال ... فعلا عن مديحنا بالمقال

أمروني بمدحه قلت كلا ... كبر الفضل عن مديح الرجال

فطرب الفضل، وقال له: أحسنت (والله) وأجدت! ولئن قل القول ونزر، لقد اتسع المعنى وكثر. ثم أمر له بمثل ما أعطاه كل من أنشده مديحاً يومئذ، وقال: لا خير فيما يجئ بعد بيتك، وقام من المجلس وخرج الناس يومئذ بالبيتين لا يتناشدون سواهما.

٦٦٢ - وشريكي في الصنعة

قيل لشبيب بن شبة بن عقال:

ما بال عبد الله بن الأهتم يغتابك وينتقصك؟

قال: لأنه شقيقي في النسب، وجاري في البلد، وشريكي في الصنعة.

٦٦٣ - شر من إبليس

قال الراغب الأصبهاني: توصل رجل إلى إبليس فقال له: لي إليك حاجة؛ إن لي ابن عم ذا ثروة، وله إحسان كثير إلي ولي بماله نفع بين، ولكن أريد أن تزيل نعمته وإن افتقرت بفقره. فقال إبليس لأصحابه: من أراد أن يرى من هو شر مني فلينظر إليه.

٦٦٤ - لا والله بل أنا

قال رجل لأبي عمرو بن العلاء: وعدتني بأمر فلم تنجزه.

فقال أبو عمرو: من أولى منا بالتعب أنا وإلا أنت؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>