جاءت ذكريات ثلاثة أعلام النهضة الأدبية والفكرية بمصر في الأسبوع الماضي، وهم الشيخ محمد عبده، والمنفلوطي، وحافظ إبراهيم، فماذا لقيت هذه الذكريات من اهتمام؟
أما الشيخ محمد عبده أستاذ الأساتذة والرائد الأول لإصلاح الأزهر، ونافض الغبار عن الفكر الإسلامي في العصر الحديث، فقد انحصر إحياء ذكراه في حديث عنه للدكتور عثمان أمين بالإذاعة يوم الذكرى الموافق ١١ يوليه الحالي، وكذلك السيد مصطفى لطفي المنفلوطي الكاتب الإنساني الذي أحبه كلُّ قارئ وقرأه كلُّ شاد في الأدب، إذ كان كلُّ نصيبه من الذكرى حديث عنه للأستاذ محمد خلف الله أحمد يوم ذكراه الموافق ١٢ يوليه الحالي، أما حافظ إبراهيم شاعر النيل الذي ظل حياته يشجي بالتعبير عن أوجاع مصر، فقد نسيته مصر وتجاهلت ذكراه الموافقة ٢١ يوليه الحاضر، وأنكرته الإذاعة كأنها لا تعلم أنه كان في مصر شاعر أسمه حافظ إبراهيم!
وقد اقتربت ذكرى أمير الشعراء أحمد شوقي بك، ولابد أن الإذاعة ستستعد لإحيائها كما تفعل كلُّ عام بذلك البرنامج الحافل الذي يتلخص في إذاعة فصل من مسرحية مجنون ليلى، وإدارة (اسطوانة) يا جارة الوادي، وجفنه علم الغزل!
منذ شهور احتفلت سفارة الباكستان في القاهرة بذكرى شاعرها الكبير محمد إقبال، وكان ذلك فرعاً أو مشاركة للمهرجان الكبير الذي أقيم في الباكستان للشاعر العظيم، ومن نحو شهرين تألفت لجنة من مصر للاشتراك في إحياء ذكرى الموسيقى العالمي شوبان، واجتمعت هذه اللجنة في وزارة الخارجية، ووضعت برنامج الاحتفال الذي سيكون في سبتمبر القادم، ومنذ قليل تلقت وزارة المعارف من هيئة اليونسكو كتاباً يتضمن أنها ستحتفي بذكرى الشاعر الألماني جيته وتدعو مصر إلى الاشتراك في إحياء ذكراه، ونشرت الصحف أن الوزارة أخذت في العمل على تأليف لجنة من الأدباء والفنانين المصريين للاحتفال في مصر بذكرى جيته.
ولو ذهبنا نسوق الأمثلة لاهتمام الأمم والدول بذكريات أعلامها من الأدباء والفنانين