لكاتبين محررين في مجلتك ولكتاب في مصر وغير مصر أن ينقذوا (الأعراب)، وأن ينعوا عليهم عيوباً فيهم بل أن يبالغوا في شتمهم أو هجوهم إذا اقتضت حال سبا
إن لهم أن يقولوا:(أإسلامية وجاهلية) حين يروننا مستمسكين بعادات خبيثة بدوية، وأقضية منكرة عرفية تظاهر (الظهير البربري. . .)
وإن لهم أن يقولوا:(أمصرية وعداوة للجندية) حين نسأل أولي الأمر أن نميز، أن نستثني من سائر الأمة في الأمر العمم كأننا ضمني أو زمني يلتمسون التزمين
وإن لهم أن يقولوا: متى تتحضرون أيها الأعراب، وقد تبدلت الدنيا، وتدخلون في دين الناس، وتسكنون بيت الحجر وتتركون بيت الشعر
إن لهم أن يقولوا الحق في كل وقت، وللحق يعنو الصغير ويعنو الكبير
ومن أقوالنا قِدْما:(اشتمني واصدق أيها الشاتم)، ولكن هل يجوز لكاتب عندك اسمه (إحسان) أن يقول في مقالته (حوادث وخواطر) - في الجزء (٤٦٠) ص (١٠) في ٢٥ يوليو (١٩٤٣): (كل هذه المدنية التي شيدناها لم تعجب الزائر الكريم وإنما أعجبه الأهرام وأبو الهول، أعجبته قطعة من الصحراء أقيمت عليها أصنام وقفت حولها حمير وإبل وأعراب. . .)
إن هذا لشيء إد، إن هذا الأمر نكر لم تقتضه حال، ولا دعا إليه داع. فما الذي دفع الكاتب إلى هذه المقولة، وما كان ضره لو ترك (الأعراب) وخطبهم ولم يقرنهم وما سماها في قرن
يا أخا العرب
أنت تدري وكل الناس يدرون أن أجدادنا كانوا البعوث (الجيوش) التي قادها صاحب رسول الله أبو عبد الله (عمرو ابن العاص) العربي المصري (رضوان الله عليه) يوم بادر إلى مصر كيما يحررها ويهديها